أخبار الأردن - آخر الأخبار المحلية والعالمية أخبار الأردن

هل يجد نتنياهو نصره المفقود في جبهة السويداء

2025-07-16 0 مشاهدة محليات

 

انتحار جندي في هضبة الجولان من (لواء ناحال) يوم الاثنين الفائت لا يمكن النظر اليه على انه خبر عابر، فالجندي المنتحر اعيد تدويره مرارا وتكرار في الحرب على مدى عام في قطاع غزة لينقل مجددا الى جبهة الجولان، لم يكن الأول خلال الأيام العشر الفائتة، بل هو الرابع من نوعه لجنود يعانون من الإرهاق النفسي والجسدي لحرب لانهاية لها ولا حسم فيها او نصر.
حوادث الانتحار المتزايدة خلال الأسابيع القليلة الماضية تكشف عن انسداد لافق لدى الجنود الذين لا يرون نهاية للحرب متنقلين من جبهة الى أخرى، فجنود الفرق 98 الذين تعرضوا لضربات قاتلة واستنزاف كبير ينقلون اليوم الى جبه الجولان والقنيطرة ودرعا بعد ان كانوا يمنون النفس بهدنة في القطاع.
جدل لا ينتهي يخيم على الروح المعنوية لجنود الاحتلال و مجتمع الكيان الإسرائيلي لإمكانية التصعيد في الضفة الغربية، و إعادة فتح جبهة لبنان وسوريا، و الاشتباك مع ايران مجددا، ويزيدها سوءا مساومات سياسية تمنع تجنيد الحريديم المتدينين في صفوف الاحتياط لتخفيف الأعباء عن الجنود المنهكين في الميدان.
انتحار الجنود وان كشفت عن انهيار الحالة المعنوية، فانه يكشف اكثر زيف استطلاعات الراي التي اشارت اليها صحيفة يديعوت احرنوت مساء امس بالقول: ان 52 بالمائة من الإسرائيليين يؤيدون السيطرة على قطاع غزة وفرض حكم عسكري، وان 53 بالمائة منهم يعارضون مشاركة سلطة رام الله في أي تسوية مستقبلية في غزة تخفف الأعباء عن جيشهم المنهك بشريا والمتخم بالمعدات والذخائر التي لا تقاتل لوحدها، و تأييد 76 بالمائة إجراءات أخرى ضد ايران التي عززت منظومة دفاعها الجوي مؤخرا.
حوادث الانتحار والانهاك تعاكس هذه الأرقام، وتشكك بها على نحو جدي اثر انهيار معنويات الجنود الناجم عن تصاعد عمليات المقاومة في قطاع غزة، واكتسابها زخما إعلاميا لم يخفف من وطأته وصفها المتكرر بالحدث الأمني الصعب، بل قصف دمشق والاندفاع نحو مشروع جديد مدعم باستطلاعات راي مشكوك فيها.
هل يعد الاستعراض الدموي والهمجي للاحتلال في قطاع غزة ودمشق ودرعا والسويداء سببا كافيا لتقدي تنازلات على طاولة المفاوضات في الدوحة اوفي أذربيجان، ام انه سبب جديد للاعتقاد بان هناك حدود للقوة الإسرائيلية وللأدوات والارواق التي تستثمر فيها في الإقليم لفرض ارادتها على السوريين والفلسطينيين.
هل حقق العدوان على دمشق والسويداء نصرا للاحتلال، وهل رفع الحالة المعنوية لجنوده المنهكين، و هل عزز أوراق التفاوض امام المفاوض الفلسطيني في الدوحة بعد ان انكسرت ورقة التفوق العسكري على وقع ضربات المقاومة الموجعة التي خلخلت الائتلاف الحاكم بانسحاب حزب ديغيل هتوراة الحريدي الغربي رفضا لقانون التجنيد، وتنامي المخاوف من انضمام باقي الأحزاب الحريدية الشريكة في الائتلاف الحاكم للحزب المنسحب.
يصعب تصديق نتائج استطلاعات الراي الإسرائيلية ويصعب التصديق بان الكيان سيخرج منتصرا من المواجهة التي اشعلها في السويداء، فنقل الفرقة 98 المنهكة من قطاع غزة الى الجولان لن يحسن الروح المعنوية للجنود بل سيزيد من حالات الانتحار والتفكك للائتلاف الحاكم في حال واصل المقاوم الفلسطيني استنزاف الاحتلال وتصدي المفاوض والمقاتل السوري لمحاولات اخضاعه في الجنوب.
مخططات نتنياهو تتطلب الزج بمزيد من الوحدات لحماية المحاور المستحدثة و الطريق الجديدة في خان يونس والمسماة (ماجين عوز)، مزيد ومن ثم المزيد من القوات لتحقيق احلامها في الضفة الغربية، و لبنان وايران التي تقترب اكثر واكثر من الموعد النهائي الذي حددته الترويكا الأوروبية للخضوع لشروط المفاوض الأمريكي نهاية أغسطس اب المقبل، مخططات وحقائق تعطي في الجوهر مصداقية لاستراتيجية الاستنزاف الفلسطينية في قطاع غزة وما وراء غزة.
ختاما .. موارد جيش الاحتلال البشرية ثغرة كبيرة في استراتيجية الاحتلال، فهي محدودة منهكة ، منهارة معنويا ، تكشفها نسب الانتحار المرتفعة و تعجز عن اخفائها استطلاعات الراي المفبركة، و لا تعوضها وفرة المعدات والذخائر ، فهي مناورة للتغطية على الانسحاب من قطاع غزة وتحسين أوراق التفاوض التي تتأكل بفعل الاستنزاف وإعادة التدوير للحرب والجبهات من اليمن الى ايران والعراق وسوريا ولبنان وغزة جبهات صنعها الاحتلال بطموح مفرط و جشع مطبق سعيا وراء سراب نصر لن يجده في السويداء.

The post هل يجد نتنياهو نصره المفقود في جبهة السويداء appeared first on السبيل.

المصدر: موقع أخبار الأردن

© 2025 جميع الحقوق محفوظة - موقع أخبار الأردن

تقييم الخبر
يجب تسجيل الدخول للتقييم
متوسط التقييم: 0.0/5 (0 تقييم)