حرب العقول.. اغتيالات نفذها الموساد استهدفت علماء في الشرق الأوسط
- حرب العقول.. كيف استهدف الموساد نخبة العلماء في الشرق الأوسط؟
- تصفية العقول العلمية: من طهران إلى القاهرة وبغداد.. بصمات الموساد حاضرة
سيف الدين القواسمي - في حرب خفية لا تعرف حدوداً، تدور رحاها في العواصم وتخترق جدران المختبرات، يُتهم جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" بالوقوف خلف سلسلة طويلة من عمليات الاغتيال التي استهدفت نخبة من العلماء في العالمين العربي والإسلامي، خاصة في مجالات الفيزياء النووية والتقنيات العسكرية المتقدمة.
وبينما تلتزم تل أبيب سياسة الصمت الرسمي، تشير أصابع الاتهام وتسريبات استخباراتية وتحقيقات صحفية دولية إلى بصمات الموساد في عمليات نوعية ومعقدة، تهدف إلى إجهاض أي مشروع علمي استراتيجي تعتبره إسرائيل "تهديداً وجودياً" لها.
إيران في دائرة النار: تصفية العقول النوويةمنذ عام 2010، تحولت طهران إلى ساحة رئيسية لهذه الحرب الخفية، حيث شهدت اغتيال عدد من أبرز الشخصيات العلمية في برنامجها النووي، في عمليات اتسمت بالدقة والاحترافية العالية:
مسعود علي محمدي (يناير 2010): أستاذ الفيزياء النووية، قُتل بتفجير دراجة نارية مفخخة.
مجيد شهرياري (نوفمبر 2010): عالم نووي بارز، اغتيل عبر قنبلة مغناطيسية زُرعت في سيارته.
فريدون عباسي ومحمد مهدي طهرانجي (يونيو 2025): نجا عباسي من محاولة اغتيال عام 2010، لكنه قُتل لاحقاً مع طهرانجي بغارة جوية نُسبت لإسرائيل، بحسب صحيفة "New York Post".
داريوش رضائي نجاد (يوليو 2011): اغتيل بإطلاق نار مباشر أمام منزله.
مصطفى أحمدي روشن (يناير 2012): خبير في تخصيب اليورانيوم، قُتل بقنبلة لاصقة وُضعت أسفل سيارته.
محسن فخري زادة (نوفمبر 2020): يُعتبر "أب البرنامج النووي الإيراني"، اغتيل في عملية معقدة باستخدام رشاش آلي يتم التحكم فيه عن بعد.
الأيادي الخفية تمتد للعواصم العربيةلم تقتصر قائمة الاستهداف على العلماء الإيرانيين، بل امتدت على مدى عقود لتشمل عقولاً عربية فذة في مختلف المجالات:
في مصر: اغتيل عدد من العلماء البارزين، بينهم عالمة الذرة سميرة موسى (1952) في حادث سيارة مدبر بأمريكا، وعالم الفيزياء سمير نجيب (1967) في حادث غامض، والأستاذ النووي يحيى المشد (1980) الذي قُتل طعنًا في فندق بباريس أثناء عمله في البرنامج النووي العراقي.
في تونس: اغتيل مهندس الطيران وخبير الطائرات المسيّرة محمد الزواري (2016) بـ 20 رصاصة في صفاقس. وحملت حركة حماس، التي كان يعمل معها، الموساد مسؤولية العملية.
في سوريا: قُتل عزيز أسبر (2018)، مدير مركز البحوث العلمية، بتفجير استهدف سيارته، وهي عملية أكدت صحيفة "The Times" البريطانية ضلوع إسرائيل فيها.
في فلسطين ولبنان والعراق: طالت الاغتيالات أيضاً عالم الفيزياء النووية الفلسطيني نبيل فليفل (1984)، وعالم الفيزياء اللبناني الشهير رمال حسن رمال (1991) الذي توفي في ظروف غامضة بفرنسا، وأستاذ الفيزياء العراقي إبراهيم الظاهر (2004).
تكتيكات متطورة وأهداف استراتيجيةتنوعت أساليب الاغتيال المنسوبة للموساد بين القنابل المغناطيسية، والرشاشات الذكية، وإطلاق النار بكواتم الصوت، والتفجيرات الدقيقة بالمسيّرات، وحتى الحوادث المدبرة. ووفقاً لتقارير صحفية ومراكز أبحاث، تهدف هذه العمليات إلى تحقيق عدة أهداف:
تعطيل مباشر للبرامج النووية والصاروخية في الدول المنافسة.
منع تسرب المعرفة التقنية إلى حركات المقاومة مثل حماس وحزب الله.
بث الرعب في صفوف العلماء لترهيبهم ودفعهم لهجرة المشاريع الحساسة.
إيصال رسائل ردع سياسية وعسكرية دون الحاجة لخوض مواجهة مباشرة.
حرب مستمرة بلا رادعفي ظل غياب آلية محاسبة دولية واضحة، وغالباً ما تُقيد هذه الجرائم ضد "مجهول"، لا تزال "حرب العقول" دائرة في الظل. وبينما لا يُقدَّم الموساد رسمياً للمساءلة، يبقى خطر التصفية قائماً على كل من يساهم في بناء قوة علمية أو عسكرية قد تتقاطع يوماً ما مع المصالح الأمنية لتل أبيب.
المصدر: موقع أخبار الأردن
© 2025 جميع الحقوق محفوظة - موقع أخبار الأردن