ترامب ما بين تطرف كوريلا و رؤية جابارد

ما بين المهلة التي أعلن عنها دونالد ترامب يوم أمس الجمعة وقرار الحرب على ايران يقف العالم حائرا امام الخطوة التالية للولايات المتحدة، وبالنظر الى الحشود الامريكية المتتابعة بإرسال حاملة طائرات ثالثة “جيرالد فورد” لتنضم الى حاملتي الطائرات الامريكية “كارل فينسن” و “نيميتز” و البريطانية “كوين اليزابيث” و”برينس اوف ويلز” ، تبدو الحرب حقيقة أغرب من خيال المفاوضات والدبلوماسية.
تصاعد التحضيرات الامريكية والبريطانية لتوجيه ضربة للبرنامج النووي الإيراني و البالستي الصاروخي، يعكس فشل الاحتلال الإسرائيلي والتهديدات الامريكية الأوروبية في اخضاع ايران بالجلوس على طاولة المفاوضات لتفكيك برنامجها النووي والصاروخي وصولا الى الإطاحة بنظامها السياسي.
الفشل العسكري الإسرائيلي سجل كنجاح لنتنياهو الذي تمكن من دحرجة كرة الحرب على نحو أجبر الولايات المتحدة الانخراط فيها، فخيار التراجع عن الحرب نصر يسجل في صفحة ايران ليتهدد مشروع الهيمنة الإسرائيلي والأميركي في المنطقة، فالبيئة الاستراتيجية الإقليمية والدولية لا تحتمل الفشل أمريكيا.
التقديرات تشير الى ان اميركا على وشك الانخراط في عملية عسكرية تحضر لها على عجل من خلال مناورات سياسية داخلية و خارجية، وحشود عسكرية تردع ايران عن توجيه ضربة مضادة للقواعد والمصالح الامريكية ، الامر الذي يفسر التحركات الامريكية الكبيرة التي تتجاوز حدود الضربة المحدودة، فما يقلق اميركا رد الفعل الإيراني على نحو يدخلها في صراع طويل لانهاية له كما الحال في أوكرانيا.
ختاما ..الرهان الأميركي على ردع الصين وروسيا وباكستان وإخراجها من معادلة الصراع ، يعتمد على رد الفعل الإيراني وقدرة الحشود العسكرية الامريكية على احتواء الفعل الإيراني، فما يبحث عنه ترامب نصر سريع وخاطف يسجل في صفحته، فاتحا الباب لعملية ممنهجة وطويلة تمتد الى سنوات لمحاصرة إيران وتفكيك نظامها السياسي، و لعل هذا ما تمت محاكاته عبر الذكاء الصناعي و أجهزة الكمبيوتر العملاقة في البنتاغون، ما سمح للجنرال المتطرف قائد المنطقة الوسطى مايكل كوريلا اقناع ترامب به وابهاره فيه، خلافا لمديرة استخباراته الوطنية تولسى جابارد التي تدرك أهمية الايدولوجيا والثقافة في تخليق الارادة السياسية والعسكرية و تحديد مسار الحروب، فضلا عن غياب الموثوقية السياسية الداخلية بالقرار التي ترى فيه مخالفا للحقائق القادمة من ايران.

The post ترامب ما بين تطرف كوريلا و رؤية جابارد appeared first on السبيل.