أخبار الأردن - آخر الأخبار المحلية والعالمية أخبار الأردن

عملية “مراكب جدعون”: من جنين إلى تبوك

2025-05-06 0 مشاهدة محليات
<p data-start="326" data-end="742" class="">ترجع تسمية العملية العسكرية “مراكب جدعون”، التي صادق عليها كابينت الاحتلال، إلى العهد القديم، وتحديداً إلى “سفر القضاة”، حيث تمكن القاضي جدعون بن يواش من هزيمة المديانيين العرب شمال جنين، بالقرب من قرية زرعين الفلسطينية. وقد فرّ المديانيون حينها دون ملاحقة، عابرين نهر الأردن، حتى بلغوا شمال الجزيرة العربية بالقرب من تبوك، في ما وصفته بعض تفسيرات العهد القديم بأنه “هروب طوعي” بسبب ذنوبهم، بحسب المفسرين والمترجمين.</p>
<p data-start="744" data-end="1177" class="">جدعون رسم حدوداً جديدة لكيانه المزعوم في النص التوراتي، وألهم مخيّلة الساسة والقادة العسكريين الصهاينة، خاصة أنه كان أول من استخدم الجمال كوسيلة نقل عسكرية في الحرب لهزيمة العرب وتهجيرهم. هذه الصورة التاريخية حاول جيش الاحتلال الإسرائيلي والحكومة اليمينية المتطرفة استحضارها في قطاع غزة، من خلال الحديث عن “مراكب جدعون” لمحاصرة الفلسطينيين ودفعهم نحو الهجرة “الطوعية”. وهو نموذج يطمح الاحتلال لتعميمه في جنين وسائر مدن الضفة الغربية.</p>
<p data-start="1179" data-end="1439" class="">قادة الاحتلال لم يخفوا نواياهم؛ فقد عبّر وزراء في الائتلاف الحاكم صراحةً عن نيتهم تهجير الفلسطينيين إلى ثلاث دول عربية (الأردن، مصر، والسعودية)، وعلى رأسهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ليُضاف إلى هذه التوجهات الآن بعد ديني توراتي يُضفي عليها طابعاً عقائدياً.</p>
<p data-start="1441" data-end="1993" class="">التسمية لم تأتِ من فراغ؛ فالمعركة التي يخوضها نتنياهو وائتلافه الحاكم ليست مع الفلسطينيين فقط، بل مع خصومهم في الداخل أيضاً. فبعد انتصار جدعون، فرّ العرب المديانيون طوعاً أمام جيشه المؤلف من 300 جندي فقط، من أصل 32 ألفاً، حيث انسحب 22 ألفاً خوفاً من المواجهة، وتبقى عدد قليل بعد اختبار “عين الماء” التوراتي، الذي فصل بين من يشرب كالجندي ومن يشرب كـ”الجبان”. اليوم، يبدو أن نتنياهو ورئيس أركانه الجديد، إيال زامير، يستحضرون ذات الصورة، عبر موجة رفض الانضمام للاحتياط، في ما يشبه عملية تطهير للمؤسسة العسكرية، كما فعل جدعون – مرة بالطرد، وأخرى بالاختبار.</p>
<p data-start="1995" data-end="2237" class="">وقد ورد في سفر القضاة:<br data-start="2017" data-end="2020"><em data-start="2020" data-end="2074">“من كان خائفاً ومرتعداً فليرجع وينصرف من جبل جلعاد”،</em><br data-start="2074" data-end="2077">ثم يضيف: <em data-start="2086" data-end="2112">“لم يزل الشعب كثيراً…”</em>، حيث يُطلب من جدعون إنزالهم إلى الماء ليفرز من “يَلُغّ بلسانه من الماء كما يلغ الكلب”، عن أولئك الذين يجثون على ركبهم للشرب.</p>
<p data-start="2239" data-end="2476" class="">هي مصادفات غريبة – وربما مضحكة – أن تتكرر التسمية بـ”مراكب جدعون” في سياق تشير فيه التوقعات إلى أن نحو 60% من قوات الاحتياط قد يستنكفون عن الخدمة، وربما يتبعهم آخرون بمجرد إطلاق العملية، في ظل حالة الإنهاك والإرهاق التي يعاني منها الجيش.</p>
<p data-start="2478" data-end="2663" class="">الطموحات الإسرائيلية، كحال هواجسها، واضحة ومكشوفة في مسمى هذه العملية، التي لا يُتوقع أن تتوقف عند جنين أو غزة، بل قد تمتد نحو شمال الجزيرة العربية وصولاً إلى تبوك، إن لم تجد من يردعها.</p>
<p data-start="2665" data-end="2965" class=""><strong data-start="2665" data-end="2678">ختاماً…</strong><br data-start="2678" data-end="2681">من الصعب إنكار أو تجاهل إشارات “الجنون الإسرائيلي” المتصاعدة، وهي لا تُوقف بالتصريحات والإدانات، بل بصمود المقاومة، التي تبقى خط الدفاع الأول والأخير. وما بعدها، لن يكون في غزة وجنين، بل حيث تتوقف “مراكب جدعون” عند حدود الخوف والردع الصهيوني المتخيَّل في عقل نتنياهو وسموتريتش وزامير.</p>
<p>The post عملية “مراكب جدعون”: من جنين إلى تبوك appeared first on السبيل.</p>
تقييم الخبر
يجب تسجيل الدخول للتقييم
متوسط التقييم: 0.0/5 (0 تقييم)