اليوم الـ687 للحرب: المجاعة تجتاح غزة رسمياً والأمم المتحدة تصفها بـ فشل للإنسانية

• الأمم المتحدة تعلن المجاعة رسمياً في غزة والحصيلة تقفز إلى 62,263 شهيداً

في إعلان هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط، أكدت الأمم المتحدة رسمياً تفشي المجاعة في قطاع غزة، واصفة الأزمة بأنها "كارثة من صنع الإنسان وفشل للإنسانية".

يأتي هذا التطور الكارثي في اليوم الـ687 من الحرب التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي، والتي رفعت حصيلة الضحايا إلى 62,263 شهيداً و157,365 مصاباً، وسط مجازر يومية وحصار يهدف إلى التجويع الممنهج.

اقرأ أيضاً: إعلام عبري: نتنياهو يصر على عملية "عربات جدعون 2" للحفاظ على حكومته

بينما تتكدس شاحنات المساعدات على المعابر المغلقة، يواصل الاحتلال استهداف تجمعات المدنيين اليائسين الذين ينتظرون المساعدات، مما أدى إلى استشهاد الآلاف فيما بات يُعرف بـ "شهداء لقمة العيش"، في ظل انهيار كامل للمنظومة الإنسانية والصحية في القطاع.

أكد تقرير "التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي" (IPC)، الذي تشارك فيه وكالات أممية، أن محافظة غزة تشهد مجاعة فعلية (المرحلة الخامسة والأشد خطورة)، متوقعاً امتدادها لتشمل دير البلح وخان يونس بحلول نهاية سبتمبر.

ووفقاً للتقرير، فإن أكثر من نصف مليون شخص يواجهون جوعاً "كارثياً"، بينما يعاني 1.07 مليون آخرون من "انعدام أمن غذائي طارئ".

وقد ارتفعت حصيلة الوفيات نتيجة سوء التغذية إلى 273 حالة، بينهم 113 طفلاً، كانت آخرهم الرضيعة غدير بريكة (5 أشهر) التي فارقت الحياة بسبب نقص الحليب والعلاج.

من جهته، صرح الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بأن المجاعة "ليست سراً، إنها انهيار متعمد للأنظمة الضرورية لبقاء الإنسان"، محمّلاً الاحتلال الإسرائيلي، مسؤولية ضمان وصول الغذاء والدواء، ومطالباً بوقف فوري لإطلاق النار.

تواصل قوات الاحتلال ارتكاب المجازر بشكل يومي في مختلف أنحاء القطاع.

وخلال الـ 24 ساعة الماضية فقط، وثقت المصادر الطبية وصول 71 شهيداً و251 مصاباً إلى المستشفيات المدمرة، بينما لا يزال عدد كبير من الضحايا تحت الأنقاض.

قصف مدرسة عمرو بن العاص التي تؤوي نازحين في حي الشيخ رضوان، مما أدى لمجزرة راح ضحيتها 12 شهيداً.

استهداف خيام نازحين لعائلة "شاهين" في شارع الجلاء، واستشهاد 5 أفراد من عائلة واحدة بينهم 3 أطفال.

قصف شقة سكنية في مخيم الشاطئ، مما أدى لاستشهاد 4 أفراد من عائلة "الأسود".

استشهاد 24 شخصاً وإصابة 133 آخرين أثناء انتظارهم للمساعدات، ليرتفع إجمالي "شهداء لقمة العيش" إلى 2,060 شهيداً.

على الصعيد السياسي، ورغم الإعلان عن بدء مفاوضات لإبرام صفقة تبادل ووقف إطلاق النار، تواصل حكومة الاحتلال خططها العسكرية.

فقد صادق الكابينيت على مخطط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للمضي قدماً نحو "احتلال كامل لقطاع غزة".

وتزامنت هذه الخطط مع تهديدات وزير حرب الاحتلال ، يسرائيل كاتس، بفتح "أبواب الجحيم" على غزة إذا لم تقبل حركة حماس بشروط الاحتلال، ملوحاً بتدمير المدينة على غرار ما حدث في رفح وبيت حانون.

في ظل هذه الأوضاع، رفضت وزارة الصحة في غزة أوامر الاحتلال بنقل مواردها إلى جنوب القطاع، مؤكدة أن هذه الخطوة "ستقوّض ما تبقى من النظام الصحي" وترقى إلى "جريمة إنسانية" بحرمان أكثر من مليون شخص من الرعاية الطبية.

وناشدت الوزارة المؤسسات الدولية للتدخل العاجل لحماية المرافق الصحية وضمان استمرار عملها.