ازدواجية المعايير .. بين حظر روسيا واستمرارية الاحتلال
- الأردن يحشد وحيداً ليطلب من الاتحاد الدولي معاقبة "إسرائيل"
- كانت الاتحادات الفلسطينية قد قدمت عشرات الشكاوى بشأن منع الاحتلال للفلسطينيين من ممارسة الأنشطة الرياضية
- أمور تؤكد مرة أخرى أن الرياضة توضع في خدمة أجندة سياسية محددة
يواصل الاتحاد الأوكراني لكرة القدم، حالة التماهي مع الانفصال عن الواقع الذي تُعايشه اللجان الأولمبية الدولية، والاتحاد الدولي "فيفا"، مطالباً الاتحاد الأردني بإلغاء المواجهة الودية بين المنتخب الوطني ونظيره الروسي، والتي من المقرر أن تقام مطلع الشهر المقبل على أرض الأخير.
اقرأ أيضاً: الاتحاد الأوكراني لكرة القدم يطالب الأردن بإلغاء المباراة الودية مع روسيا
الاتحاد الأوكراني طالب بمواصلة الحصار الرياضي والمقاطعة على روسيا في ظل الحرب الروسية الأوكرانية، متناسياً، أن الاتحادات الدولية تطلب فصل الرياضة عن السياسة، وأن هذه الذرائع كانت لتكون منطقية، ما قبل حرب الإبادة التي تشنها "دولة الاحتلال" منذ قرابة عامين على قطاع غزة المحاصر، مخلفة ما يزيد عن 200 ألف شهيد وجريح ومفقود، بالإضافة لتجويع مليوني فلسطيني، وآلاف الخروقات في الضفة الغربية وسوريا ولبنان، دون أي عقوبة تُذكر.
حرمان روسيا وغض النظر عن الإبادة
وكان الاتحاد الدولي قد قرر رفقة جميع الاتحادات الرياضية حرمان روسيا من المشاركة في البطولات الدولية، منذ انطلاق الحرب عام 2022، بينما يرفض رفضاً قاطعاً اتخاذ أي قرار ضد كيان الاحتلال منذ السابع من أكتوبر 2023، رغم استشهاد ما يزيد عن 800 رياضي، وأخرهم نجم المنتخب الفلسطيني سليمان العبيد والذي استهدفه الاحتلال بينما كان يحاول الوصول للمساعدات ورغم تدمير البنية التحتية الرياضية في غزة كاملة، بالإضافة لجميع الخروقات في القانون الدولي والإنساني.
وكانت الاتحادات الفلسطينية قد قدمت عشرات الشكاوى بشأن منع الاحتلال للفلسطينيين من ممارسة الأنشطة الرياضية، وهو الأمر الذي يمنع آلاف الرياضيين الفلسطينيين من المشاركات المحلية والدولية، وتفاقم الوضع الرياضي صعوبة منذ السابع من أكتوبر 2023، حيث توقفت الأنشطة الرياضية في غزة بفعل الحرب، وفي الضفة الغربية بفعل اعتداءات جيش الاحتلال والمستوطنين.
ترسيخ الازدواجية
أوكرانيا بطلبها هذا، تُرسخ ازدواجية المعايير التي تُشوه اللعبة الشعبية الأولى في العالم، وتتناسى أنه بينما كان الأردن يحشد وحيداً ليطلب من الاتحاد الدولي معاقبة "إسرائيل"، أسوة بروسيا التي استُبعدت من شتى البطولات حول العالم، كان لاعبو أوكرانيا ذاتهم يدعمون الإبادة الجماعية في غزة، ويطالبون بالتعاطف مع الاحتلال الاسرائيلي، وفي مقدمتهم قائد المنتخب الأوكراني زينشينكو الذي تعاطف مع " كيان الاحتلال" في هجومه على الأراضي الفلسطينية المعترف بها من الأمم المتحدة والقوانين الدولية، بينما يطالب العالم بمقاطعة روسيا.
وكانت العديد من الجهات الرياضية في أوروبا وحول العالم قد فرضت رفع العلم الأوكراني في ملاعب كرة القدم، وفرضت التعاطف مع أوكرانيا من خلال الوقوف دقيقة صمت قبل المباريات في الدوريات الكُبرى وفي مقدمتها الدوري الإنجليزي لكرة القدم، أو وضع العلم الأوكراني إلى جانب النتيجة في البث التلفزيوني حول العالم مثلما حصل في الدوري الاسباني، بينما واجه العديد من اللاعبين عُقوبات أثرت على مسيرتهم المهنية بسبب تعاطفهم مع فلسطين، على غرار الجزائري يوسف عطال والمغربي أمين مزراوي، كما واجهات الجماهير صعوبات كبيرة بسبب إدخال الأعلام الفلسطينية للمدرجات، بل وأن الاتحاد الدولي لكرة القدم قد حذف من صفحاته صور اللاعب المصري الحسين شحات فقط لأنه ارتدى سواراً كُتب عليه فلسطين حرة.
أمور تؤكد مرة أخرى أن الرياضة توضع في خدمة أجندة سياسية محددة، وأن الرياضة لم تعد ملاذاً آمناً للإنسانية، بل تحولت إلى ساحة يتم فيها انتقاء الضحايا وتحديد المذنبين وفقاً للمصالح الدولية، مما يعطي الاحتلال حصانة وصمتاً دولياً يمنحهم الضوء الأخضر لمواصلة جرائمهم، إن هذه المعايير المزدوجة لا تسيء فقط لروح الرياضة، بل تفرغها من أي قيمة إنسانية، وتؤكد أن الطريق لتحقيق العدالة في عالم كرة القدم لا يزال طويلاً ومليئاً بالتحديات.
المصدر: موقع أخبار الأردن
© 2025 جميع الحقوق محفوظة - موقع أخبار الأردن