السبيل وشهداء القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي

في إطار اهتمامها وتفاعلها مع القضايا الوطنية، كانت السبيل تولي اهتماما خاصا بملف التضحيات الأردنية في سبيل تحرير فلسطين ومواجهة المخططات الصهيونية على الأراضي العربية.

وفي هذا الإطار اهتمت السبيل في ملف الشهداء الأردنيين الذي ضحوا وروت دماؤهم الزكية أرض فلسطين الطاهرة، وخصوصا شهداء القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي.

اشتملت خطة السبيل لعام 2005 على إبراز قيمة الشهادة والشهداء، وعلى التضحيات والمعارك التي خاضها الجيش العربي وخصوصا معركة الكرامة.

في إطار ذلك عقدت السبيل عدة ندوات، لكن أبرزها كانت الندوة التي استضافت اللواء الركن كاسب صفوق الجازي، والعميد الركن فهد مقبول الغبين، رحمهما الله رحمة واسعة.

كان اللواء صفوق الجازي أحد قادة معركة الكرامة الخالدة، وكان له صولات في معارك القدس في عام 1948.

أما العميد الغبين فقد كان ذاكرة حية، وحين تسمع رواياته، بلهجته البدوية المحببة، عن بطولات أفراد الجيش العربي في معارك الـ48 والـ67 والكرامة تكون كأنك تشاهد فيلما وثائقيا بالصوت والصورة.

أصدرت السبيل ملحقا خاصا بشهداء القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي على أرض فلسطين، وشمل العديد من قصص البطولة التي سطرها أفراد القوات المسلحة، كما شمل على العديد من صور الشهداء.

وكانت ذروة الحملة الصحفية بإصدار كتاب بعنوان “شهداء الأردن على أرض فلسطين”، وقد اشتمل الكتاب على توثيق لحياة العديد من الشهداء منهم الشيخ كايد مفلح العبيدات، والملازم محمد الحنيطي، والمقدم صالح شويعر، والشهيد الطيار فراس العجلوني، وغيرهم.

ساهم في إعداد الكتاب الأستاذ الدكتور والمؤرخ الكبير علي محافظة، والعميد الركن فهد مقبول الغبين، والصحفيون ياسر الزعاترة وخضر المشايخ وفرج شلهوب، كما ساهم فيه الأستاذ سالم الفلاحات والنائب إبراهيم الحميدي.

فكرة الكتاب كما تقول مقدمته هي إنصاف “أناس كانت هزيمة العرب بمثابة الركام الذي انهال على حقيقة دورهم؛ إنهم الشهداء الذي عند ربهم أحياء، الذين ذاقوا مرارة الهزيمة وتعرضوا لمرارة النسيان”.

وهذا يتطلب رصدا لأسماء كافة شهداء القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي، وتطلب ذلك عدة زيارات لمديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة، وقد أبدوا تعاونا رائعا بتوجيهات من مدير التوجيه المعنوي آنذاك العميد أحمد المصاروة، كما كان للعقيد مازن كريشان، نجل الشهيد الرائد الركن منصور كريشان، دور كبير في إنجاز المهمة.

وبالفعل فقد حصلت السبيل على كشوفات موثقة بأسماء كافة شهداء القوات المسلحة- الجيش العربي، ونشرتها في ملحق في الكتاب بعنوان “سجل الخالدين”. وأزعم أنها كانت المرة الأولى التي تنشر أسماء شهداء القوات المسلحة كاملة في وثيقة واحدة معززة بالرتب ومكان ميلاد الشهيد ومكان استشهاده.

كما وثق الكتاب أسماء شهداء معركة سمخ 1920 التي قادها الشهيد كايد مفلح العبيدات، وووثق أسماء شهداء من المجاهدين الأردنيين في حرب 1948، وفي حرب الاستزاف ، كما وثق أسماء الشهداء الأردنيين في العمليات الحدودية.

وجاء في خاتمة الكتاب في كلمة “السبيل”: شهداء الأردن على أرض فلسطين.. توثيق لارتباط الأردن بفلسطين ارتباطا لا يمكن فصامه ولا فطامه، ولا يمكن نسيانه ولا إغفاله أو القفز عنه، رباط وثقته وعمقته دماء آلاف الشهداء، ومئات قصص البطولة والفداء، وبساط أحمر من الدحنون وشقائق النعمان امتدت على ضفتي النهر تحكي قصة الرجولة والوفاء وتلاحم المصير في الحاضر والمستقبل.

تلقف جمهور السبيل العريض الإصدار، وقد بيعت جميع النسخ المطبوعة، فيما أهدت الصحيفة وزارات ومؤسسات نسخا من الكتاب، كما اقتنت مكتبة الجامعة الأردنية ومكتبة عبد الحميد شومان نسخا من الكتاب.

The post السبيل وشهداء القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي appeared first on السبيل.