من مشجعي الكرة إلى مرتزقة الحرب: كتيبة إسبانيولا تقاتل في أوكرانيا
- وحدة اقتحام
- وحدة استطلاع
- وحدة طائرات مُسيّرة
- وحدة دفاع جوي
على هامش الحرب الروسية الأوكرانية، تتشكل ظواهر غير مألوفة تتقاطع فيها السياسة بالعنف والهُوية الجماعية. من هذه الظواهر تبرز كتيبة "إسبانيولا" وحدة عسكرية تطوعية روسية مكوّنة من أفراد سابقين في مجموعات مشجعي كرة القدم المعروفة بالتطرف والانضباط التنظيمي.
ورغم بداياتهم في مدرجات الأندية الكبرى، وجدت هذه الفئة نفسها جزءًا من العمليات العسكرية الأوسع، بعد إعادة توجيهها وتجنيدها في كيان مقاتل يحمل طابعًا ميدانيًا واضحًا وهُوية رمزية خاصة.
من هو مؤسس "إسبانيولا"؟
أسس الكتيبة ستانيسلاف أورلوف، أحد مشجعي نادي سسكا موسكو، والذي شارك سابقًا في معارك شرق أوكرانيا ضمن وحدة "Skull and Bones" الاستطلاعية. وبحكم خلفيته اللغوية والثقافية، حمل أورلوف لقب "الإسباني"، ليُطلق لاحقًا اسم "إسبانيولا" على كتيبته، في إشارة مزدوجة إلى لقبه الشخصي والسفينة الشهيرة في رواية "جزيرة الكنز".
تُقدم "إسبانيولا" نفسها ككتيبة ذات خصوصية فكرية وتنظيمية، تمزج بين روح الجماعة والانضباط الصارم، وتمنح أفرادها ما يشبه "الهوية البديلة" بعد سنوات من المواجهة مع السلطات في ملاعب كرة القدم.
الشعار والتنظيم
تحمل الكتيبة شعارًا خاصًا يتضمن اسم "إسبانيولا" بالخط الأبيض التقليدي إلى جانب مسدس طراز "توكاريف"، ويضع عناصرها شارات جماعية توحي بالانتماء إلى تشكيل موحد.
بلغ عدد أفراد الكتيبة نحو 550 عنصرًا، موزعين على:
وحدة اقتحام
وحدة استطلاع
وحدة طائرات مُسيّرة
وحدة دفاع جوي
في البداية، ارتبطت الكتيبة بالفرقة 114 مشاة، ثم تحولت إلى كيان شبه مستقل يعمل ضمن منظومة الشركات العسكرية الخاصة المرتبطة بوزارة الدفاع الروسية، تحديدًا تحت إشراف شركة "ريدوت".
كيف يتم التجنيد؟
تركّز "إسبانيولا" على استقطاب العناصر من وسط روابط المشجعين المتشددين، خصوصًا أولئك الذين فقدوا دورهم مع تشديد الرقابة على المدرجات في السنوات الأخيرة. ويجري التجنيد عبر تطبيقات مثل تليغرام وVK، حيث تُنشر إعلانات وأشرطة دعائية تدعو للانضمام إلى "كتيبة الانتماء والانضباط".
الأجر المعلن:
10,800 دولار شهريًا
مكافآت وتأمينات تبدأ من 10,000 دولار للإصابات وتصل إلى 54,000 دولار في حالة الوفاة
العمليات الميدانية
منذ بداية الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا، شاركت "إسبانيولا" في:
معارك ماريوپول (2022)
الانتشار في بخموت (نهاية 2022)
المشاركة في معركة أفدييفكا (2024)
وقد وثّقت مصادر روسية مشاركة عناصر من الكتيبة في معارك مباشرة ضد تشكيلات أوكرانية مدعومة جماهيريًا، في مواجهة ذات طابع رمزي بين طرفين ينتميان لجذور كروية متشددة.
من هامش الرياضة إلى صُلب المعركة
تكشف حالة "إسبانيولا" عن مسار جديد في إدارة القوى البشرية داخل المؤسسة العسكرية الروسية، حيث لم يعد التجنيد حكرًا على الجنود التقليديين أو المرتزقة الكلاسيكيين. بل إن الدولة نفسها بدأت تُعيد تفعيل شبكات كانت تعتبر سابقًا مصدر قلق أمني داخلي مثل مجموعات الأولتراس وتحويلها إلى تشكيلات مقاتلة ذات فعالية وتجانس ميداني.
ويبدو أن ما يجذب هذه الفئات ليس فقط المقابل المالي، بل الإحساس بالانتماء لهُوية جديدة، قائمة على القوة والتضامن والانضباط، ضمن سياق أشمل من الحرب.
ثقافة "الأولتراس" لا تقتصر على روسيا، بل تنتشر في بلدان مثل صربيا، بولندا، ألبانيا، وحتى في دول أمريكا الجنوبية. وإذا ما قُدّمت "إسبانيولا" كنموذج مُلهم، فقد تكون مقدمة لشبكات شبه عسكرية موازية تتشكل على أسس رياضية واجتماعية، خارج نطاق الدولة التقليدي.
كتيبة "إسبانيولا" ليست مجرد وحدة عسكرية في نزاع تقليدي، بل هي انعكاس لتحول اجتماعيأمني عميق في روسيا، حيث تُعاد كتابة أدوار الجماعات المهمّشة في سياق الحرب. وإذا كان الصراع في أوكرانيا قد شكّل مسرحًا لهذه التجربة، فإن آثارها المحتملة قد تمتد خارج الجغرافيا، نحو ساحات أخرى تبحث عن مقاتلين من نوع مختلف.
المصدر: موقع أخبار الأردن
© 2025 جميع الحقوق محفوظة - موقع أخبار الأردن