اعترافات ترامب الأخيرة هل توقظ الحالمين؟
من اسكوتلندا واثناء لعبه الغولف بالقرب من قصره الذي حاصرة نشطاء داعمون للشعب الفلسطيني ومقاومته في قطاع غزة قبل أيام قليلة من وصوله الى المملكة المتحدة، اعلن ترامب صراحة بأن ما يحدث في غزة ليس مجاعة وانما سوء تغذية، مضيفا القول: على نتنياهو ان يتخذ قرار بخصوص ما يريده، وهنا يطرح السؤال ، هل يريد نتنياهو حل الدولتين، ام ضم الضفة الغربية تحت مسمى توراتي ( يهودا والسامرة )، وهل يريد تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة وحشد المزيد من القوات في القطاع، ام يريد وقف الحرب عبر التفاوض والانسحاب من القطاع.
الامور منوطة بقرار نتنياهو، و ما يستطيع ترامب فعلة تقديم الدعم لنتنياهو متجاوزا الحلفاء والاصدقاء والشركاء الذين يعولون على حكمة ترامب، و من الواضح ان قرار نتنياهو هو المضي قدما في التجويع والابادة في قطاع غزة، اما في الضفة الغربية فهو ضم لمزيد من الأراضي واعتبارها رسميا (يهودا والسامرة).
قرار نتنياهو لن يقتصر على الضفة الغربية وغور الأردن وقطاع غزة، اذ يترقب ترامب قراره بخصوص سوريا وليس قرار توماس باراك مبعوثة كثير الكلام قليل الأفعال، فهل يمضي في المفاوضات انطلاقا من اتفاق وقف اطلاق النار عام 1974، ام يمضي في تقسيم سوريا ودعم قوات حكمت الهجري في السويداء وقوات مظلوم عبدي في الحسكة.
على نتنياهو ان يقرر ان كان سيقيم منطقة عازلة بعمق 40 كم في الأراضي اللبنانية وهندسة سياسية لبنان الداخلية انطلاقا من الجنوب وبقوة المسيرات الفتاكة، ام انه يمضي الى التوصل الى اتفاق والانسحاب من جنوب لبنان.
على نتنياهو ان يقرر لا ترامب او ستيف ويتكوف او توماس باراك ، وهي قرارات واضحة المعالم، ضم الضفة الغربية وغور الأردن وانشاء مناطق حدودية منزوعة السلاح لضمان التوسع في الاستيطان في الضفة الغربية وتهجير الفلسطينيين.
قرار نتنياهو معلوم في قطاع غزة بمواصلة التجويع والتهجير والضغط لانشاء منطقة عازلة في سيناء، وفي سوريا التمزيق والتفكيك مستعينا بالهجري ومظلوم عبدي، وفي لبنان التمدد والتوسع ليتحول الى لاعب سياسي أساسي في المشهد اللبناني يقرر كل شيء ومن لا يعجبه يقوم بتصفيته بطائرة مسيرة اسوة بما يفعله بالضفة وغزة.
ترامب سلم مقاليد الأمور في المنطقة لنتنياهو وحكومة الائتلاف واليمين الديني الذي يعد سموتريتش وبن غفير ابرز نجومها الى جانب الزعيم الاستيطاني يوسي داغان ويسرائيل غانتس المخططين لسياساتها في الضفة الغربية او ما يسمى عندهم بيهودا السامرة الممتدة على جغرافيا المنطقة جنوبا وشمالا وشرقاو غربا.
ختاما .. واهم ومضلل من يعتقد بان هناك حل يمكن ان يتحقق عبر الحوار مع نتنياهو وسموتريتش وبن غفير وداغان وغانتس، او عبر وساطة ترامب الذي ينتظر قرار نتنياهو لا مقررات مؤتمر الدولتين في نيويورك.
مطالبهم واضحة ولا يعيقها الا المقاومة وصلابتها وتضحيات الشعب الفلسطيني، ما يجعل من طرح أي مسار اخر يعني التنازل المطلق عن الضفة الغربية وغور الأردن وقطاع غزة وأجزاء واسعة من سيناء وتمزيق سوريا ولبنان ، الوحيد القادر على التفاوض مع الاحتلال هو من لديه استعداد للمواجهة عبر المقاومة و التضحية كما كان الحال في فيتنام وأفغانستان والجزائر التي جوعت وقصفت واعتقل وصفي المفاوضين جسديا فيهما اكثر من مرة، كما اعتقل أعضاء الحكومة الانتقالية الجزائرية في احد المرات في سماء المتوسط لكن دون جدوى اذ لم يتمكن احد من استبدالهم ليعودوا من المعتقلات بل والقبور أيضا.
The post اعترافات ترامب الأخيرة هل توقظ الحالمين؟ appeared first on السبيل.
المصدر: موقع أخبار الأردن
© 2025 جميع الحقوق محفوظة - موقع أخبار الأردن