المجاعة مستمرة

المجاعة التي يتعمد الاحتلال إيقاعها في قطاع غزة ما زالت مستمرة وتتفاقم رغم الإجراءات المراوغة التي أعلن عنها الكيان أمس.

قد يكون قد تحقق خرق صغير في جدار تلك المجاعة، لكن هذا الخرق تحقق بفضل الضغوط الكبيرة التي مورست على الكيان.

تلك الضغوط جاءت من كل مكان في هذا العالم تقريبا؛ ضغوط رسمية وشعبية، عربية وأوروبية وأفريقية وأمريكية.

لقد مارس الكيان حرب إبادة وتجويعًا ضد مليوني إنسان بشكل لم يشهده التاريخ الحديث، فتفجر غضب شعبي وتحرك الضمير الإنساني ما اضطر الرسمي في كل مكان للتحرك لاستدراك انفجار أكبر قد لا ينجو منه أولئك الرسميون.

التحركات العالمية كانت بقعة مضيئة في جدار الإنسانية التي انتهكت وربما ماتت على أعتاب غزة الصابرة.

صبر أهالي غزة وعدم إعلانهم الاستسلام، ومواجهتهم المخرز بكف عارية، أذهل العالم وجعل كل أحراره ينتفضون في وجه النازي الجديد.

أعلن الكيان عن إجراءات لإدخال المساعدات مضطرًّا، آملًا في تحسين صورته الوحشية، ولتخفيف الضغوط، ولمساعدة حلفائه في الدفاع عنه. لكن الكيان الذي استمرأ المراوغة، وقد يكتفي بالإعلان فقط، وقد يستغل ذلك للمزيد من القتل.

العالم الذي اعتاد تلك المراوغة، لا أعتقد أنه سيكتفي بتلك الإجراءات، بل سيظل يطالب بإفساح المجال لإدخال المساعدات بشكل كبير وفوري وعن طريق الأمم المتحدة.

نشيد بكل جهد، مهما قلّ، لإحداث خرق في جدار المجاعة والتجويع، ونرفض أن تكون تلك الفتحات الصغيرة بديلا عن هدم الجدار بالكامل.

على الضغوط الشعبية والرسمية أن تستمر حتى تحقيق الهدف وهو فك الحصار عن أهلنا في غزة.

The post المجاعة مستمرة appeared first on السبيل.