أخبار الأردن - آخر الأخبار المحلية والعالمية أخبار الأردن

غور الأردن في إستراتيجية التوسع الإسرائيلية.. استنساخ مناطق عازلة تحت عنوان الحماية الدولية

2025-07-21 0 مشاهدة محليات

كتب: حازم عياد

في مقابلة أجرتها صحيفة صنداي تايمز البريطانية هاتفيا، السبت الفائت، لم تكن مصادفة ان يطلب العميل الإسرائيلي ياسر أبو شباب الذي يقود عصابات إجرامية مدعومة إسرائيليا الحماية الدولية حال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وهو ذات المطلب الذي تقدم به حكمت الهجري الذي يقود مليشيات مدعومة من “إسرائيل” في السويداء السورية.
الحالتان لا تمثلان ظواهر سياسية، بل اختراقات أمنية مدعومة من الكيان الإسرائيلي، يستثمر الاحتلال فيها كأرواق ضغط على الفلسطينيين والسوريين والمصريين ، فضلًا عن كونها مشاريع توسعية إسرائيلية لإنشاء مناطق عازلة منزوعة السلاح تخضع للاحتلال الإسرائيلي تمتد من السويداء ونهر الفرات في الشمال الشرقي لمحافظة الحسكة، الى سيناء جنوب فلسطين مرورا بنهر الأردن وغوره.
مناطق عازلة يطمح الاحتلال إلى مد نفوذه فيها تحت عناوين الحماية الدولية، وبالشراكة مع عصابات مدعومة من الاحتلال الإسرائيلي وحلفائه في اميركا وأوروبا، تارة في جنوب سوريا، وأخرى في جنوب لبنان، وثالثة في سيناء المصرية ويومًا بعد غد في غور الأردن إن أمكن له ذلك.
ظاهرة المناطق العازلة منزوعة السلاح التي يحاول الاحتلال فرضها جنوب سوريا وصولا الى الجولان، يعمل على استنساخها بهدوء في سيناء على جانبي الحدود مع قطاع غزة، وفي غور الأردن حيث تنشط المافيا الإسرائيلية مُؤسِّسةً لواقع أمني هش ورخو على جانبي نهر الأردن ووادي عربة تطمح من خلالها العصابات الاجرامية إلى مد نفوذها نحو الخليج العربي، لملء إفراغ ناشئ عن تراجع التهريب للمواد المخدرة والممنوعة من سوريا عقب انهيار نظام الأسد.

وبالتوازي مع نشاط مفرط لمليشيا المستوطنين في الضفة الغربية، تشكلت “جلعاد 96” في غور الأردن لتعمل على فرض واقع امني جديد في غور الأردن، يهيئ لمنطقة عازلة يُنقَل إليها الفلسطينيون المُرَحَّلون المُهجَّرون من الضفة الغربية عند اشتداد هجمات مليشيات المستوطنين في الضفة الغربية.
ليست أوهامًا بل وقائع يحاول الاحتلال فرضها بالقوة دفعت وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي يوم امس للتحذير من محاولات تهجير الفلسطينيين الى سيناء، وانشاء مناطق عازلة ومعسكرات اعتقال بالقرب من الحدود المصرية لتهجير الغزيين ومد نفوذ الاحتلال داخل سيناء عبر عصابة أبو شباب.
مناطق رخوة أمنيًّا يحاول الاحتلال تخليقها بالقوة لفرض واقع سياسي وامني وديمغرافي على جانبي الحدود، يفضي الى توسعة حدود الاحتلال ومساحة تحرك قواته في الجوار العربي، مستبقًا تحولات مرتقبة، او مُخلَّقة أمريكيًّا واوروبيًّا كالتي افتعلت في السويداء، ويسعى لإعادة انتاجها في لبنان وسيناء والضفة الغربية.
ختامًا.. يعد الكيان الإسرائيلي مخططاته على نار هادئة، بإعداد مزيد من الجبهات لتصبح مناطق منزوعة السلاح على جانبي الحدود، وعلى نحو يسمح بحرية الحركة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وبمجرد توافر الظروف لتفعيل هذه الإستراتيجيات سيفعل ذلك دون تردد، مستثمرًا بالانكفاءات الداخلية للدول، فمصر تعاني من مديونية متصاعدة ارتفعت اكثر من عشر مليارات دولار يونيو/ حزيران الفائت، لتبلغ 174 مليار دولار، يُتوقع أن تبلغ في العام 2030 (202) مليار دولار، وعلى نحو دفع صندوق النقد وهيئات دولية التحذير من تحولات مقلقة.

في المقابل فإنه وعلى جانبي نهر الأردن يعمل الاحتلال على تهيئة الظروف المناسبة لتهجير عشرات الاف الفلسطينيين من الضفة الغربية، مستثمرًا في تراجع القوى الإقليمية العربية، وتدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة العربية، وضعف المناعة السياسية والاقتصادية، فالكيان لديه من المخططات والموارد والتجهيزات المسبقة ما يسمح له بتمرير إستراتيجية المناطق العازلة منزوعة السلاح، مدعومًا بغطاء أميركي واختراقات عميقة للمنطقة العربية سياسية وامنيا واقتصاديا، سياسة أكدتها الأحداث في لبنان وسوريا، وتقرع أجراسها اليوم في سيناء، وتظهر ملامحها في الضفة الغربية وغور الأردن.

The post غور الأردن في إستراتيجية التوسع الإسرائيلية.. استنساخ مناطق عازلة تحت عنوان الحماية الدولية appeared first on السبيل.

المصدر: موقع أخبار الأردن

© 2025 جميع الحقوق محفوظة - موقع أخبار الأردن

تقييم الخبر
يجب تسجيل الدخول للتقييم
متوسط التقييم: 0.0/5 (0 تقييم)