أخبار الأردن - آخر الأخبار المحلية والعالمية أخبار الأردن

حكاية لاعب .. محمد ناجي جدو وأسطورة البديل الذهبي

2025-07-20 0 مشاهدة محليات
  • أن تصبح بطلًا دون أن تبدأ كبطل.. أن تصنع من فرصة واحدة تاريخًا لا يُنسى

لا تُختصر حكايات كرة القدم بالمهارات والألقاب فقط، بل تتجاوزها إلى لحظات مفصلية تصنع مجدًا شخصيًا وتلامس وجدان الجماهير، كما في قصة محمد ناجي "جدو"، اللاعب المصري الذي دخل تاريخ الكرة الإفريقية من الباب الخلفي، وصعد إلى القمة دون صخب أو أضواء.

اقرأ أيضاً: تعرف إلى أبرز المهاجمين الأفارقة في تاريخ أوروبا

لم يكن جدو من لاعبي الصف الأول في الدوري المصري، بل كان مهاجمًا مغمورًا في صفوف الاتحاد السكندري، حين قرر المدرب المخضرم حسن شحاتة استدعاءه لقائمة الفراعنة المشاركة في كأس الأمم الإفريقية 2010 في أنغولا، في قرار أثار الدهشة، بل وسخر منه البعض، متسائلين: من هو جدو؟ ولماذا تمت دعوته على حساب أسماء أكثر شهرة؟

الإجابة جاءت على أرض الملعب، حيث كتب جدو قصته بقدمه اليمنى، وبهدوئه القاتل، بعدما سجّل 5 أهداف في البطولة، جميعها كبديل، ليقود مصر نحو اللقب الإفريقي السابع، وينال لقب هداف البطولة من مقاعد البدلاء.

البديل الذي غيّر مفهوم "الاحتياطي"
تحوّل جدو من مجرد لاعب بديل إلى "البديل الذهبي"، النموذج الذي يُستشهد به حين يُسأل: هل يمكن للاعب بديل أن يصنع الفارق؟ أهدافه لم تكن فقط حاسمة، بل كانت تنقذ المنتخب في لحظات ضياع، كما فعل في نصف النهائي أمام الجزائر، والنهائي أمام غانا، حين سجّل هدف الفوز قبل دقائق من النهاية.

إنها لحظة لا تُنسى: الدقيقة 85، المباراة تتجه نحو الأشواط الإضافية، تمريرة من محمد زيدان، لمسة واحدة من جدو، تسكن الشباك الغانية، وينفجر الملعب فرحًا.. هدف كتب اسمه في قلوب المصريين إلى الأبد.

ما بعد المجد.. خطوات صامتة
بعد البطولة، أصبح جدو هدفًا لأكبر أندية مصر، ودخل في صراع مثير بين الأهلي والزمالك، انتهى بانضمامه للقلعة الحمراء، حيث عاش لحظات جديدة من النجاح، أبرزها التتويج بلقب دوري أبطال إفريقيا 2012، والمشاركة في كأس العالم للأندية.

لكن نجوميته خفتت تدريجيًا، بسبب الإصابات وعدم الاستقرار الفني، لينتقل بعدها إلى أندية أخرى، ويبتعد عن الأضواء تدريجيًا، دون أن يُثير الجدل أو يفتعل الضجيج.. كما بدأ، رحل في هدوء.

حكاية جدو ليست فقط قصة أهداف، بل هي رسالة لكل لاعب لم تُسلّط عليه الأضواء: الإيمان بالنفس والصبر والثقة قد تجعل من لحظة عابرة طريقًا إلى المجد. لم يكن جدو الأجمل فنيًا، لكنه كان الأصدق في اغتنام اللحظة، وتحويل التهميش إلى بطولة، والظل إلى ضوء.

المصدر: موقع أخبار الأردن

© 2025 جميع الحقوق محفوظة - موقع أخبار الأردن

تقييم الخبر
يجب تسجيل الدخول للتقييم
متوسط التقييم: 0.0/5 (0 تقييم)