جنود وضباط الاحتلال من غزة: إننا نكذب و”حماس” واقفة على قدميها
يافا المحتلة – وكالات
تتواصل شهادات جنود وضباط جيش الاحتلال الإسرائيلي حول الإبادة الجماعية في قطاع غزة، رغم محاولات الرقابة العسكرية حظر نشرها، لكن خلاصتها تؤكد أن حركة حماس لم تُهزم، ومقاتلوها يعتمدون أساليب قتالية تنجح في اختفائهم، وخوف الجيش من الخسائر في صفوفه يتسبب في بطء تقدمه في عمق القطاع.
وقال المراسل العسكري لصحيفة “يديعوت أحرونوت” يوآف زيتون أن “الانطباع في صفوف الجيش بأن عشرات آلاف الجنود يهرعون مرة أخرى، ويتحركون في قطاع غزة، في ضوء الإرهاق الشديد الذي يعانيه جنود الاحتياط، كما أن النظاميين أقل شكوى من هؤلاء، ويعرفون كيفية تلقي الأوامر، وتنفيذها، دون أسئلة واعتراض، حيث ركز الجيش عملياته البرية مؤخرا على عدد صغير نسبيا من مناطق القتال مما تبقى من رفح، إلى جباليا، والعطاطرة، والشجاعية والدرج والتفاح، وخانيونس، مع التركيز على أحيائها الشرقية في خزاعة وعبسان”.
وأضاف في تقرير مطول ترجمته “عربي21” أن “هناك ثلاثة مراكز ثقل رئيسية لحماس لم يتعامل معها الجيش بعد بالهجوم البري، وهي: مدينة غزة وأحيائها الشاطئ والرمال، منطقة المواصي على أطراف خانيونس؛ وبالطبع كتائب حماس في أعلى درجات الجاهزية في مخيمي النصيرات ودير البلح وسط القطاع، بسبب القلق المعروف من احتجاز بعض المختطفين هناك”.
ونقل عن “ضابطين كبيرين أننا نتقدم ببطء شديد، وبشفافية مفرطة، وبطريقة ملتوية، وكلما سحبنا لواءً عادت حماس هناك بسرعة، ولذلك نحرز تقدماً بطيئاً نحو معاقلها وما زلنا نتعامل مع الأحياء المهدمة بانتظار الضوء الأخضر من المستوى السياسي لمهاجمة مركز المدينة وغربها”.
وأوضح أن “القتال يصبح أكثر صعوبة من وقت لآخر، هناك نمطان رئيسيان للقتال يرافقان القوات في هذه الأسابيع، أحدهما يتعلق أكثر بتأمين قوات الهندسة لهدم المباني، وثانيهما مواجهة حماس التي تشن بشكل متزايد هجمات حرب عصابات متطورة ومتكاملة، بما فيها محاولات الاختطاف، ونادراً ما نرى مسلحين، وحين نراهم نُحاصرهم بالجو”.
وكشف أن “قيادة الجيش طلبت تقليصا كبيرا في تغطية المراسلين الميدانية لأحداث الحرب داخل القطاع إلى الحد الأدنى، ولذلك لم نعد نسمع تقريبًا أصوات الحرب من السرايا والكتائب لأن الجيش أغلق الباب أمام التغطية الميدانية، مما أثار إحباطًا كبيرًا لدى مسؤولي الجيش الميدانيين لأنهم شعروا أن قيادتهم العسكرية تريد إبعادهم عن نقل شكاواهم للجمهور، فيما بدأت تصدر أصوات متضاربة من الميدان مقارنةً بتصريحات الجنرالات الكبار”.
وأوضح أن “موجة القتال المتجددة شهدت استخدام مصطلحات “سخيفة وغريبة”، كالتصريحات المتكررة عن سيطرة الجيش على 75 بالمئة من أراضي القطاع، وسرعان ما أصبحت شائعة على هواتف الإسرائيليين، دون التحقق من المعنى الحقيقي للمفهوم، وبطريقة تُذكرنا بالتصريحات الفارغة من بداية العقد الماضي حول مهاجمة عشرات الأهداف في غزة، واتضح أن بعضها كثبان رملية، ورغم أن حماس لا تزال تسيطر على القطاع إلى حدّ ما، فإن هذا لا يمنع الوزراء من التباهي بعبارات تُرضي أسماع اليمين رغم البُعد بين التصريح والواقع”.
وأشار إلى أن “هناك أمرا واحدا مؤكدا وهو أنه إذا انتهت الحرب حقا في الأشهر المقبلة، فإن حماس ستظل واقفة على قدميها، مع أكثر من عشرة آلاف من الناشطين والقيادات، بعد أن عثر الجيش على شبكة أنفاق واسعة طولها عدة كيلومترات، بما يعادل أضعاف طول الخط الأحمر لمترو تل أبيب، والعديد من مخابئ الأسلحة ومواقع العبوات الناسفة، ولذلك فإن أي ادعاء آخر، حول اقتراب قرار وشيك وتدمير حماس، هو محض كذب، لأن الجيش يدرك حدود قوته”.
ونقل التقرير عن بعض كبار ضباط جيش الاحتلال أنه “من المؤسف أن يُضلّل الرأي العام الإسرائيلي، ويتم إيهامه بأن الحرب شارفت على الانتهاء، وأن حماس ستُهزم في المستقبل المنظور، لأن هذا قتالٌ متواصل، تمامًا كما هو الحال في الضفة الغربية، مع أن السؤال يبقى ماثلا: إذا استولى الجيش على بيت حانون قبل عام ونصف، فلماذا يعود إليها مرة أخرى، وجنوده يُقتلون هناك مرة أخرى”.
ويختم التقرير بالقول أنه “في عصرنا الشعبوي اليوم، يتم تغذية الجمهور الاسرائيلي بالأكاذيب والتضليل، تماماً كما حدث في العقد الذي سبق السابع من أكتوبر، وبعد كل جولة مع حماس”.
The post جنود وضباط الاحتلال من غزة: إننا نكذب و”حماس” واقفة على قدميها appeared first on السبيل.
المصدر: موقع أخبار الأردن
© 2025 جميع الحقوق محفوظة - موقع أخبار الأردن