أخبار الأردن - آخر الأخبار المحلية والعالمية أخبار الأردن

ما الأهمية الاستراتيجية لمحافظة السويداء قلعة الجبل الدرزي في قلب عاصفة إقليمية

2025-07-17 0 مشاهدة محليات
  • السويداء.. "قلعة الجبل" التي تحولت إلى عقدة إقليمية في جنوب سوريا
  • في قلب العاصفة.. لماذا أصبحت السويداء محط أنظار القوى الإقليمية؟
  • من الحياد إلى الاشتعال.. الأهمية الإستراتيجية للسويداء في المشهد السوري
  • السويداء بين الجولان والأردن.. صراع داخلي بأبعاد إقليمية ودولية
  • السويداء على خط النار: جغرافيا المقاومة وتاريخ الثورة في مواجهة الانفجار الإقليمي

لم تعد محافظة السويداء، الواقعة في أقصى جنوب سوريا، مجرد نقطة جغرافية في خارطة البلاد أو معقلاً تاريخياً للطائفة الدرزية.

ففي ظل التحولات العميقة التي تعصف بسوريا، برزت هذه المحافظة ذات التضاريس الجبلية الوعرة كساحة سياسية وإستراتيجية حساسة، تتقاطع فيها ديناميكيات الصراع الداخلي مع أبعاد إقليمية ودولية.

اقرأ أيضاً: الاحتلال يشن عدوانا على دمشق ويهدد بنقل قوات إلى الجولان وسوريا.. فيديو

يتجلى ذلك بوضوح في قربها الجغرافي والإنساني من هضبة الجولان المحتل، وفي التطورات العسكرية والسياسية الأخيرة التي وضعت السويداء في قلب المعادلة الإقليمية.

جبل وعر على حدود ملتهبة

تقع محافظة السويداء، وعاصمتها مدينة السويداء، في الركن الجنوبي الشرقي من سوريا، وتتمتع بموقع جغرافي إستراتيجي:

شمالاً: تحدها محافظة ريف دمشق، مركز السلطة السياسية في سوريا.

غرباً: تجاورها محافظة درعا، التي تفصلها عن خط فض الاشتباك مع هضبة الجولان المحتل، حيث لا تتجاوز المسافة بين حدودها الغربية والجولان بضع عشرات من الكيلومترات.

جنوباً: تشترك بحدود مباشرة مع الأردن، مما يجعلها بوابة إستراتيجية نحو الجنوب.

شرقاً: تنفتح على البادية السورية ومنطقة الصفا، وهي منطقة شاسعة تُعد ممراً للتحركات العسكرية والتجارية.

تُعرف السويداء باسم "جبل الدروز" أو "جبل العرب"، وهي كتلة جبلية بركانية تمتد على مساحة 6,550 كيلومتراً مربعاً، تتخللها قمم مرتفعة مثل تل الجينة (1,803 أمتار).

هذه التضاريس الوعرة جعلتها حصناً طبيعياً عزز من قدرة سكانها على المقاومة والحفاظ على خصوصيتهم عبر التاريخ.

تاريخ عريق: من الأنباط إلى الثورة السورية الكبرى

تُعد السويداء متحفاً مفتوحاً للتاريخ، حيث تضم آثاراً تعود إلى العصر الحجري. وقد شهدت المنطقة سيطرة حضارات عدة كالأنباط والرومان ثم الأمويين والعباسيين بعد معركة اليرموك عام 636 م.

وتعتبر المحافظة مهد الثورة السورية الكبرى (1925) التي قادها الزعيم الدرزي سلطان باشا الأطرش ضد الاستعمار الفرنسي، حيث سطر ثوار جبل العرب ملاحم بطولية أبرزها معركة المزرعة.

تاريخياً، أُطلقت على المنطقة أسماء مثل "جبل باشان"، لكن اسم "جبل الدروز" ترسخ خلال الانتداب الفرنسي بعد هجرة دروز جبل لبنان إليها عام 1860.

الديمغرافيا: خصوصية درزية بعمق إقليمي

تُعد السويداء المعقل الرئيسي للدروز في سوريا، حيث يشكلون حوالي 90% من سكانها، إلى جانب أقليات مسيحية وسنية بدوية.

يُقدر عدد سكان المحافظة بحوالي 770,000 نسمة، مع وجود حوالي 100,000 نازح. هذا التنوع، إلى جانب علاقات القرابة بين دروز السويداء وأبناء طائفتهم في

الجولان المحتل ولبنان والأردن، يجعل من أي حدث في المحافظة ذا أثر إقليمي.

من الحياد إلى الاحتجاج السلمي

منذ بداية الثورة السورية عام 2011، حافظت السويداء على موقف "الحياد الحذر"، رافضة الانخراط الكامل في النزاع المسلح أو تجنيد أبنائها، لكن في أغسطس 2023، شهدت المحافظة حراكاً سلمياً غير مسبوق، تجسد في مظاهرات واسعة بساحة الكرامة، طالب فيها المحتجون برحيل النظام وتطبيق قرار مجلس الأمن 2254.

تطورات يوليو 2025: تصعيد عسكري وتدخل إقليمي

في يوليو 2025، شهدت السويداء تصعيداً خطيراً وضعها في قلب الصراع الإقليمي:

اشتباكات محلية: اندلعت مواجهات عنيفة بين فصائل درزية وعشائر بدوية، بدأت إثر اعتداء على شاب من أبناء السويداء. أسفرت هذه الاشتباكات عن مقتل 248 شخصاً، بينهم مدنيون ومسلحون، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

قصف من كيان الاحتلال: في 16 يوليو، نفذ كيان الاحتلال غارات على دمشق، استهدفت مقر قيادة الأركان السورية، معلنة أن الهجوم جاء "رداً على التطورات ضد الدروز في جنوب سوريا".

هذا التدخل المباشر شكل تحولاً خطيراً، حيث ربط كيان الاحتلال أمن السويداء بمصالحه الإستراتيجية

توتر في الجولان: تزامناً، شهدت منطقة فض الاشتباك في الجولان احتجاجات حاول خلالها متظاهرون سوريون اقتحام السياج الفاصل، في خطوة عكست تضامناً مع السويداء.

اتفاقات تهدئة: أُبرمت اتفاقات بين الحكومة السورية ووجهاء دروز لاحتواء التصعيد، لكن تجدد الاشتباكات سريعاً أظهر هشاشة هذه الاتفاقات.

الأهمية الإستراتيجية: عقدة إقليمية

القرب من الجولان: موقع السويداء على تخوم الجولان المحتل يجعلها نقطة حساسة في الصراع السوري مع كيان الاحتلال. وقد أظهر التدخل الأخير استعداد كيان الاحتلال لاستخدام القوة العسكرية لحماية مصالحه.

بوابة الأردن: حدودها مع الأردن تجعل استقرارها حاسماً لأمن الحدود، خاصة في ظل تصاعد تهريب المخدرات.

محور رابط: تربط السويداء بين دمشق ودرعا والجولان، مما يجعل أي تغيير في سيطرتها مؤثراً على توازنات الجنوب السوري.

قلعة الجبل في قلب العاصفة

لم تعد السويداء مجرد محافظة هامشية، بل أصبحت "قلعة الجبل" التي تحدت المركز في دمشق سلمياً، وتحولت إلى نقطة اشتعال إقليمية.

موقعها الإستراتيجي، تاريخها الثوري، وتركيبتها الديمغرافية جعلتها ورقة ضغط في يد الأطراف الإقليمية، خاصة كيان الاحتلال، الذي يسعى لاستغلال قضية الدروز لتعزيز نفوذه.

مع استمرار التوترات وهشاشة اتفاقات التهدئة، تبقى السويداء فتيلاً قابلاً للاشتعال، قد يجر المنطقة إلى مواجهة أوسع.

المصدر: موقع أخبار الأردن

© 2025 جميع الحقوق محفوظة - موقع أخبار الأردن

تقييم الخبر
يجب تسجيل الدخول للتقييم
متوسط التقييم: 0.0/5 (0 تقييم)