أخبار الأردن - آخر الأخبار المحلية والعالمية أخبار الأردن

في ظل حصار غزة.. هل يمكن لأسطول الصمود أن يغير المعادلة؟

2025-07-16 2 مشاهدة محليات

 

السبيل – خاص

بينما تتواصل جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في قطاع غزة؛ ظهر إلى الواجهة مشروع أسطول الصمود المغاربي، وهو تحرك مدني ينطلق من تونس ضمن تحالف دولي شعبي لكسر الحصار.

 

لكن السؤال المطروح سياسيا: هل بمقدور أسطول غير حكومي أن يُحدث اختراقاً في المعادلة القائمة؟

 

أثبتت التجارب السابقة، وعلى رأسها “أسطول الحرية” عام 2010، أن التحركات الشعبية البحرية قد تفرض وقائع إعلامية ودبلوماسية مؤثرة، لكنها تواجه في المقابل آلة عسكرية لا تتردد في استخدام العنف حتى في المياه الدولية. ومع ذلك؛ فإن القوة الرمزية والدعائية لهذه التحركات لا يُستهان بها.

 

ويتميز أسطول الصمود الجديد بأنه تحرك من قلب المغرب العربي، وهو ما يضفي عليه بعداً سياسياً مختلفاً، خاصة أن منطقة المغرب العربي ظلت أقل انخراطاً في المبادرات المباشرة تجاه غزة مقارنة بالمشرق العربي، الأمر الذي يعكس تنامي وعي الجماهير بأن دور الشعوب لا يقل أهمية عن دور الأنظمة في لحظات مفصلية.

 

وفي السياق السياسي العام؛ لا يزال الموقف الدولي متردداً إزاء محاسبة إسرائيل على جرائمها، وهو ما يجعل التحركات المدنية ضرورةً لا خياراً، وذلك لممارسة الضغط الأخلاقي والإعلامي على الحكومات الغربية والهيئات الدولية. وبالتالي؛ فإن الأسطول قد لا يغيّر المعادلة العسكرية، لكنه قد يُربك الحسابات السياسية ويُعيد غزة إلى صدارة الاهتمام العالمي.

 

بين ضغط الشعبي وحسابات الرسمي

 

ومن أبرز ما يميز أسطول الصمود الحالي؛ هو أنه يتجاوز حسابات الحكومات، ويعتمد على تنسيق شعبي دولي، ما يجعل منعه أو احتواءه تحدياً أكبر، مقارنة بالتحركات التي تمر عبر القنوات الرسمية أو تكون مدعومة جزئياً من دول.

 

لكن في المقابل؛ لا يمكن إغفال أن الأنظمة الرسمية المغاربية والعربية قد تتعرض لضغوط دولية لمنع تحرك هذا الأسطول من موانئها. وقد أكدت التجربة البرية السابقة في ليبيا أن بعض الجهات الرسمية لا تزال متحفظة على الدخول في مواجهات دبلوماسية قد تترتب عن دعم مثل هذه المبادرات.

 

ورغم ذلك؛ فإن المكسب الأكبر لهذا التحرك يكمن في التعبئة الشعبية التي يحققها داخل تونس والجزائر والمغرب، وحتى داخل الجاليات العربية في أوروبا. حيث ساهم الإعلان عن الأسطول في إحياء الخطاب التضامني مع فلسطين بعد شهور من الغرق في التفاصيل الميدانية والدموية للحرب.

 

وفي النهاية؛ فإن الأسطول قد لا يُنهي الحصار بشكل فوري، لكنه قد يُحوّل غزة من مجرد ساحة حرب إلى قضية إنسانية ملحّة في الضمير الدولي، ويدفع الحكومات إلى إعادة النظر في موقفها الصامت، أو في أقل الأحوال، يفرض مزيداً من الإحراج على الاحتلال أمام العالم.

 

خلاصة الأمر؛ إن أسطول الصمود لا يملك أسلحة ولا جيوشاً، لكنه يمتلك إرادة الشعوب، وهو ما قد يكون كافياً لخلق خلل في ميزان الصمت الدولي. فهو ليس محاولة لإحداث نصر عسكري، بل لكسر جدار العزلة السياسية والإنسانية المفروض على غزة منذ سنوات، وهذا بحد ذاته مكسبٌ لا يُستهان به.

 

The post في ظل حصار غزة.. هل يمكن لأسطول الصمود أن يغير المعادلة؟ appeared first on السبيل.

المصدر: موقع أخبار الأردن

© 2025 جميع الحقوق محفوظة - موقع أخبار الأردن

تقييم الخبر
يجب تسجيل الدخول للتقييم
متوسط التقييم: 0.0/5 (0 تقييم)