تهديدات رئيس أركان الاحتلال.. كلام فارغ بلا أثر ميداني
السبيل – خاص
خلال زيارة ميدانية نادرة إلى غزة؛ وجّه رئيس الأركان الإسرائيلي “إيال زامير” رسالة تهديد مباشرة خلال تقييم ميداني أجراه مع قائد المنطقة الجنوبية، قال فيها: “نحن على وشك الوصول إلى منعطف حاسم، وخلال أيام سيتضح ما إذا كان سيتم التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المختطفين” في غزة.
وأضاف زامير أنه في حال التوصل إلى اتفاق “ستتوقف القوات وتتمركز وفق خطوط تحددها القيادة السياسية”، أما إذا فشلت المفاوضات؛ فإن “التوجيه سيكون تكثيف وتوسيع القتال قدر الإمكان” في قطاع غزة، مهدداً بدخول “مناطق إضافية” واستمرار العمليات كما هي أو أكثر.
وتأتي هذه التصريحات بالتزامن مع مفاوضات غير مباشرة تُعقد في الدوحة منذ بداية يوليو الجاري، تهدف إلى التوصل لاتفاق تبادل أسرى ووقف لإطلاق النار، بينما تُصر المقاومة الفلسطينية على شمولية الاتفاق، مقابل استمرار مماطلة حكومة الاحتلال.
وفي المقابل؛ لم تصدر أي مؤشرات ميدانية على الأرض تدل على قرب تنفيذ هذه التهديدات، ما يثير تساؤلات حول مصداقيتها وأهدافها السياسية والإعلامية.
التهديدات تتكرر بلا نتائج حقيقية
تصريحات زامير ليست الأولى؛ فقد اعتاد الاحتلال إطلاق مثل هذه التهديدات في كل مرحلة تفاوض حساسة، بهدف ممارسة الضغط على المقاومة والوسطاء، وإظهار موقف متصلب أمام الرأي العام الداخلي.
لكن الواقع الميداني في غزة لم يشهد تغييراً نوعياً خلال الفترة الأخيرة، سواء من حيث طبيعة العمليات أو المناطق التي تسيطر عليها قوات الاحتلال، ما يجعل التهديد أقرب إلى التصعيد الكلامي منه إلى التحرك الفعلي.
وتشير التقديرات العسكرية الفلسطينية إلى أن الاحتلال يعاني من استنزاف ميداني وأزمة قرار سياسي، ما يجعله يُكثف من لهجته التهديدية دون أن يملك قدرة على تنفيذ خطوات حاسمة.
وفي الداخل الإسرائيلي؛ يرى مراقبون أن جزءاً كبيراً من هذه التصريحات موجّه للشارع الإسرائيلي ولقادة اليمين المتطرف في الحكومة، أكثر من كونها رسائل حقيقية موجهة للمقاومة في غزة.
المقاومة تحبط محاولات الابتزاز
منذ بداية الحرب؛ تمسّكت المقاومة بشروطها الواضحة: وقف شامل للعدوان، وانسحاب كامل من القطاع، وتبادل للأسرى بصيغة شاملة. ولم تبدِ أي مرونة أمام الضغوط أو التهديدات المتكررة.
ولا تزال كتائب القسام وباقي الفصائل المقاتلة تحتفظ بزمام المبادرة، خاصة في ظل امتلاكها أسرى إسرائيليين أحياء، ما يجعل ورقة الضغط بيدها أقوى في ميزان التفاوض.
وتشير التقارير المسربة من الوسطاء إلى أن المقاومة تدير المفاوضات بثبات وحذر، وتدرك أن الاستجابة للتهديدات من شأنه إضعاف موقعها السياسي والميداني، لذا تُعاملها كجزء من “ضجيج التفاوض”.
وفي المقابل؛ يظهر أن حكومة نتنياهو تحاول جرّ المفاوضات نحو صفقات جزئية تُبقي الوضع العسكري مفتوحاً، وهو ما ترفضه المقاومة التي ترى في ذلك محاولة لإطالة الحرب على حساب المدنيين والحقوق الوطنية.
خلاصة القول.. التهديدات الإسرائيلية الأخيرة، على حدتها، لم تُحدث أي تغيير في تمسك المقاومة بشروطها ولا في موازين القوى على الأرض. ويبدو أن هذه التصريحات تخدم أغراضاً داخلية وسياسية أكثر من كونها مؤشراً على تصعيد عسكري وشيك، ما يجعلها أقرب إلى التهديدات الفارغة التي اعتاد الفلسطينيون تجاوزها بثبات.
The post تهديدات رئيس أركان الاحتلال.. كلام فارغ بلا أثر ميداني appeared first on السبيل.
المصدر: موقع أخبار الأردن
© 2025 جميع الحقوق محفوظة - موقع أخبار الأردن