أخبار الأردن - آخر الأخبار المحلية والعالمية أخبار الأردن

ليل بيت حانون ينقلب نهاراً.. أحزمة نارية تحرق ما تبقى من المدينة المنكوبة

2025-07-14 0 مشاهدة محليات
  • بيت حانون تحترق مجددًا.. قصف عنيف يحوّل المدينة المدمرة إلى جحيم مشتعل
  • ليل بيت حانون يشتعل.. الاحتلال يمطر المدينة المنكوبة بأحزمة نارية غير مسبوقة

خلال الساعات الماضية، انشطر سكون الليل في شمال قطاع غزة على وقع دوي انفجارات هي الأعنف منذ شهور، حيث تحول أفق مدينة بيت حانون إلى وهج أحمر قاني، وبدت السماء وكأنها تمطر ناراً، في موجة قصف وصفها شهود عيان بأنها "غير مسبوقة".

اقرأ أيضاً: للمرة الثانية خلال 24 ساعة.. مستوطنون يخربون آبار مياه عين سامية ويقطعون المياه عن قرى برام الله

لقد صبّ طيران الاحتلال حمم نيرانه على مدينة مدمرة بالفعل، وأُجبر سكانها على النزوح قسراً قبل أشهر طويلة، لتعود وتحترق من جديد، وحيدة، في مشهد وصفه نشطاء بأنه "يوميض في الظلام كالجحيم".

رعب يُرى ويُسمع ويُشم عن بعد

من على بعد أكثر من عشرة كيلومترات، عاش سكان مدينة غزة تفاصيل هذه الليلة المرعبة. لم تكن مجرد أصوات انفجارات معتادة على مدار 21 شهراً من حرب الإبادة، بل كانت اهتزازات عنيفة هزّت الأبنية وأثارت هلعاً في صفوف الأطفال الذين احتموا في أحضان أمهاتهم.

يقول شهود عيان إن رائحة البارود والدخان الكثيف زحفت من الشمال لتصل إلى أحيائهم، بينما كانت الأضواء الحمراء المنبعثة من القصف ترسم مشهداً غريباً ومخيفاً في الأفق.

يصف أحمد رياض، عضو اللجنة الشعبية في منطقة مشروع بيت لاهيا المجاورة، المشهد قائلاً: "ما نراه ليس مجرد دخان، نحن نرى ألسنة اللهب تتصاعد من كل مكان في البلدة. جيش الاحتلال حوّل بيت حانون إلى خراب، والآن يشعل النار في هذا الخراب".

قصف مدينة "ممسوحة عن الخارطة"

المفارقة الصادمة تكمن في أن بيت حانون، التي كان يقطنها نحو 60 ألف نسمة، قد أُعلنت "منطقة منكوبة" بشكل رسمي في يونيو/حزيران 2024، بعد أن تعرضت بنيتها التحتية ومنازلها لدمار شبه كامل. وكان وزير جيش الاحتلال، يسرائيل كاتس، قد تفاخر في وقت سابق بنشر صورة جوية للمدينة معلقاً بأنها "سُويت بالأرض".

ورغم هذه الحقيقة، زعم بيان لجيش الاحتلال أن الغارات استهدفت "أكثر من 35 هدفاً لحماس" في المدينة، وهو ما يثير تساؤلات حول طبيعة الأهداف في مدينة هي في معظمها كومة من الركام.

تصعيد يتزامن مع مفاوضات متعثرة

يأتي هذا التصعيد الميداني العنيف في وقت تستمر فيه حرب الإبادة على غزة، والتي خلفت حتى الآن أكثر من 196 ألف شهيد وجريح، وعشرة آلاف مفقود، وسط كارثة إنسانية ومجاعة متفاقمة.

ويتزامن القصف أيضاً مع تعثر المفاوضات غير المباشرة الجارية في قطر بين كيان الاحتلال وحركة حماس، بهدف التوصل إلى اتفاق لتبادل المحتجزين ووقف إطلاق النار.

ويرى مراقبون أن هذا الضغط العسكري الهائل قد يكون ورقة يستخدمها كيان الاحتلال على طاولة المفاوضات، لتظل غزة وسكانها يدفعون ثمناً باهظاً في الميدان والسياسة على حد سواء.

المصدر: موقع أخبار الأردن

© 2025 جميع الحقوق محفوظة - موقع أخبار الأردن

تقييم الخبر
يجب تسجيل الدخول للتقييم
متوسط التقييم: 0.0/5 (0 تقييم)