عقوبات أمريكية على الحقوقية الأممية فرانشيسكا ألبانيز
وزير الخارجية الأمريكية مارك روبيو يفرض عقوبات على المقررة الخاصة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، فرانشيسكا ألبانيز، لجهودها البطولية والشجاعة والنزيهة لدفع المحكمة الجنائية الدولية إلى اتخاذ إجراءات ضد مسؤولين وشركات ومديرين تنفيذيين أمريكيين وإسرائيليين.
الإدارة الأمريكية والشركات الكبرى في الولايات المتحدة فقدت عقلها ورصانتها وتحولت إلى نمط من البلطجة والانتقام القاسي والعنيف بعد التقرير الأخير للبطلة ألبانيز الذي كشف تورط شركات أمريكية بجرائم الحرب في قطاع غـــزة.
تقرير غير معتاد، وأحدث صدمة أمريكية تذكر فيه أسماء أكثر 60 شركة، بما في ذلك شركات تكنولوجيا كبرى مثل “جوجل” و”أمازون” و”مايكروسوفت”، متهمة إياها بالتورط فيما أسمته “تحويل اقتصاد الاحتلال الإسرائيلي إلى اقتصاد إبادة جماعية”.
ويكشف التقرير كيف أصبح الاحتلال الدائم ساحة اختبار مثالية لمصنعي أسلحة وشركات التكنولوجيا الكبرى. بينما يحقق المستثمرون والمؤسسات الخاصة والعامة أرباحًا طائلة.
يحدد التقرير المفصل، المكون من 24 صفحة، الذي قدم بشكل رسمي إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، عشرات الشركات الفاعلة، العاملة في قطاعات الأسلحة والتكنولوجيا والبناء والطاقة، والتي يقول التقرير إنها متواطئة وتدمر حياة الفلسطينيين، بما في ذلك شركتا الأسلحة “إلبيت سيستمز” و”لوكهيد مارتن” وشركات تصنيع المعدات الثقيلة التي تستخدم آلاتها في بناء المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية، مثل “كاتربيلر” و”هيونداي”، “إتش دي”.
وعندما ازدادت حمولة السحابة العسكرية الداخلية الإسرائيلية بشكل كبير في الشهر الأول من العدوان على قطاع غزة، تدخلت “مايكروسوفت” وتحالف مشروع “نيمبوس”، الذي تديره “جوجل” و”أمازون” لتوفير بنية تحتية سحابية وذكاء اصطناعي بالغة الأهمية، وفقًا للتقرير.
ويركز التقرير على أنظمة الذكاء الاصطناعي بقوله: “هناك أسباب وجيهة للاعتقاد بأن شركة بالانتير للتكنولوجيا قد وفرت تقنية شرطة تنبؤية آلية، وبنية تحتية دفاعية أساسية لبناء ونشر برمجيات عسكرية بسرعة وتوسع، ومنصة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، التي تتيح دمج بيانات ساحة المعركة في الوقت الفعلي لاتخاذ قرارات آلية”.
ألبانيز خبيرة مستقلة معينة من مجلس حقوق الإنسان في منصب شرفي غير تنفيذي لكنه مؤثر في توجيه الأمم المتحدة إلى الأماكن التي تنتهك فيها حقوق الإنسان في فلسطين المحتلة.
منذ تعيينها في منصبها الحالي وهي تتلقى موجات من الهجمات الإسرائيلية بسبب تصريحاتها الداعمة للقضية الفلسطينية، وتوثيقها للانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة على الشعب الفلسطيني.
حصلت فرانشيسكا ألبانيز، المولودة عام 1977، على شهادة في القانون مع مرتبة الشرف من جامعة “بيزا”، وماجستير في حقوق الإنسان من مدرسة “الدراسات الشرقية والإفريقية” في لندن، وهي تكمل الدكتوراه في القانون الدولي للاجئين في كلية الحقوق في “جامعة أمستردام”.
تعد باحثة منتسبة في معهد دراسة الهجرة الدولية بجامعة “جورجتاون”، ومستشارة أولى بشأن الهجرة والتهجير القسري في مؤسسة “النهضة العربية للديمقراطية والتنمية” غير الربحية، وشاركت في تأسيس الشبكة العالمية حول قضية فلسطين في “النهضة العربية”. وزميلة أبحاث في المعهد الدولي للدراسات الاجتماعية بجامعة “إيراسموس روتردام”.
عملت لمدة عشر سنوات كخبير في حقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة، بما في ذلك مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.
أصدرت ألبانيز العديد من المنشورات عن الوضع القانوني في فلسطين المحتلة. وهي تلقي المحاضرات بشكل منتظم بشأن القانون الدولي والتشريد القسري في جامعات أوروبا والمنطقة العربية.
ويعرض كتابها الأخير الذي حمل عنوان ” اللاجئون الفلسطينيون في القانون الدولي، الصادر عن مطبعة جامعة أكسفورد، تحليلا قانونيا شاملا عن حالة اللاجئين الفلسطينيين، منذ اليوم الأول للاحتلال حتى ما يشهده عصرنا الحديث.
في عام 2022 انتخبت لمنصب المقرر الخاص للأمم المتحدة بشأن الأراضي الفلسطينية المحتلة لمدة ثلاث سنوات قابلة للتجديد، وهي ثاني إيطالي بعد جورجيو جياكوميلي، وأول امرأة تشغل هذا المنصب.
ولم يمر تعيينها في هذا المنصب الأممي مرور الكرام، فقد أثار جدلا بسبب تصريحاتها السابقة بشأن “الهولوكوست و”اللوبي اليهودي” والتي أثارها البعض واتهموها بأنهم “معادية للسامية”.
وفي شباط/فبراير الماضي دعت مجموعة مؤلفة من 18 عضوا في الكونغرس الأمريكي من الحزبين إلى عزل ألبانيز من منصبها بدعوى أنها أظهرت “تحيزا ثابتا ضد إسرائيل”.
لكن فرانشيسكا رفضت هذه الاتهامات جملة وتفصيلا وقالت إنها ليست معادية للسامية وأن انتقادها “مرتبط باحتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية”.
وبداية هذا العام أشاد بيان صادر عن 116 منظمة حقوقية ومجتمع مدني ومؤسسات وجماعات أكاديمية “بجهود ألبانيز الدؤوبة من أجل حماية حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة وزيادة الوعي بالانتهاكات اليومية المقلقة لحقوق الفلسطينيين”.
ولم يقف الأمر عند هذه الاتهامات فقد تعرضت لحملة إعلامية وتلفيق و”دعم الإرهاب” و”تلقي رشاوي وأموالا مشبوهة من جماعات ضغط فلسطينية في أستراليا مقابل ترديد روايات تنتقد إسرائيل وتؤكد على حق الفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم”. وفقا لمطلقي هذه المزاعم.
ولم تثير الحملة الممنهجة ضدها خوف أو تراجع ألبانيز فقد شددت في تقريرها إلى الجمعية العامة في الأمم المتحدة على أن الاحتلال الذي تمارسه “إسرائيل أداة للاستعمار والوحشية والاعتقال والاحتجاز التعسفي وتنفيذ إعدامات بإجراءات موجزة ضد الشعب الفلسطيني”.
وقالت “إن إسرائيل ليس لها حق الدفاع عن النفس في قطاع غزة بسبب وضعها كقوة احتلال”.
محذرة من أن “الفلسطينيين معرضون لخطر جسيم من التطهير العرقي الجماعي”.
سيكتب تاريخ فلسطين بأنها الأكثر شجاعة ونزاهة.. نقف مع فرانشيسكا ألبانيز وندين تحول السياسة الخارجية الأمريكية إلى أداة لخدمة الإبادة الجماعية ومجرم الحرب الفار من العادلة بنيامين نتيناهو .
The post عقوبات أمريكية على الحقوقية الأممية فرانشيسكا ألبانيز appeared first on السبيل.
المصدر: موقع أخبار الأردن
© 2025 جميع الحقوق محفوظة - موقع أخبار الأردن