مجرم حرب يرشح ترامب لـ”نوبل للسلام”!!
كان الأمر أشبه بمسرحية من نوع الكوميديا السوداء حيث السخرية والنقد اللاذع والموضوعات الكئيبة والمعقدة لكن دون كوميديا ورغم ذلك تضحكنا، لأننا في الواقع نضحك على مأساتنا نحن، الشخصية أو العامة.
تخيلوا ذلك، مجرم الحرب الفار من العدالة والمطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بنيامين نتنياهو يقدم للرئيس الأمريكي كتاب ترشيح تل أبيب له لنيل جائزة نوبل للسلام، مجرم حرب ينسب لمجرم حرب آخر شن حربا على دولة أخرى ليست عدوا مباشرا للولايات المتحدة الأمريكية هي إيران، ويساند ويدافع ويدعم جميع جرائم الحرب التي يرتكبها جيش الحثالة والمرتزقة في قطاع غزة، وأيضا في الضفة الغربية وفي لبنان وسوريا واليمن.
رغم أن “رجل السلام” ذاك لم ينجح في وقف أي حرب، ولم يقدم جهدا يذكر لإحلال السلام العالمي، وحين يتبجح بأنه أنهى النزاع الهندي الباكستاني الأخير، ينبري رئيس وزراء الهند لينكر ذلك ويؤكد ان ترامت لم يقم بأي جهد لوقف الحرب، فيما تبدو الحرب الروسية الأوكرانية ملتهبة أكثر من السابق، ولا يلوح في الأفق أي أمل بوقف الحرب في المدى المنظور على الأقل.
فأين نجح “رجل السلام” المزعوم ؟ في رعاية “اتفاقيات إبرهام” التي لم تستطيع وقف شلال الدم الهادر في المنطقة!!
وعلى أية حال ليس من المستبعد ذلك، فقد سبق أن حمل جائزة نوبل للسلام مجرمو حرب ومرتكبو مذابح موثقة واعترفوا بها بكل تفاخر في مذكراتهم ومقابلاتهم الصحافية وهم الصهاينة القتلة: مناحيم بيغن لدوره في اتفاقيات “كامب ديفيد”، وإسحاق رابين وشمعون بيريز لدورهما في توقيع اتفاق “اوسلو” المشؤوم والمذموم والمدحور.
وأيضا حملها الرئيس الأمريكي الأسبق باراك اوباما الذي ارتكبت في عهده عمليات عسكرية ضخمة في أفغانستان والعراق، ومنح جائزة نوبل للسلام لعام 2009 وذلك نظير مجهوداته في تقوية الدبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوب.
وسبق أوباما ان حملها أيضا الرئيس ثيودور روزفلت والرئيس وودرو ويلسون ولاحقا لهم جميعا حصل عليها الرئيس جيمي كارتر في عام 2002 لدوره في إنشاء مركز كارتر تعزيز حقوق الإنسان وتوسيعها.
وأيضا، أونغ سان سو كي، مستشارة الدولة (رئيس الوزراء) في ميانمار التي وجهت لها انتقادات من منظمات حقوقية دولية، وصدرت دعوات لسحب جائزة نوبل للسلام منها؛ بسبب تأييدها حملات الاضطهاد التي نفذها جيش بلادها ضد أقلية الروهينغا المسلمة.
نفهم من خلال كل ذلك بأن طريق ترامب ليست وعرة تماما، لكن منحه الجائزة سيهوي بها إلى الدرك الأسفل من السخرية والنقد والكوميديا السوداء، رغم أنه يعلن عن جوائز نوبل في تشرين الأول من كل عام، لكن الترشيحات أُغلقت في كانون الثاني الماضي؛ مما يعني أن ترشيح نتنياهو لترمب لا يمكن النظر فيه، وبالتالي الترشيح ليس سوى كتاب تملق ونفاق، الهدف منه الضحك على الرجل البالغ من العمر 79 عاما.
تُعد جائزة نوبل للسلام واحدة من أكثر الجوائز شهرة وتقديرا في العالم، وتعود جذورها إلى وصية الصناعي السويدي ألفريد نوبل، مخترع الديناميت، الذي أوصى عند وفاته عام 1896 بتخصيص ثروته لتأسيس جوائز تمنح لمن قدم أعظم إسهام في خدمة الإنسانية في مجالات الفيزياء والكيمياء والطب والأدب والسلام.
ومن المهم التأكيد أن مجرد ورود اسم شخص في قائمة المرشحين لا يعني تزكيته أو تأييدا رسميا من اللجنة، ففي بعض السنوات تلقت اللجنة مئات الترشيحات، بينها أسماء أثارت الجدل عالميا مثل أدولف هتلر في ثلاثينيات القرن الماضي، وستالين لاحقا، وهنري كيسنجر الذي فاز فعليا رغم الانتقادات، وكيسنجر لا يحتاج إلى شرح فحين أعلن عن وفاته انهالت عليه اللعنات من إشعال حروب كثيرة على امتداد القارات الست او الخمس.
وترامب ليس استثناء في ظل سيطرة اللوي الصهيوني على جميع النخب السياسية والإعلامية في الغرب.
The post مجرم حرب يرشح ترامب لـ”نوبل للسلام”!! appeared first on السبيل.
المصدر: موقع أخبار الأردن
© 2025 جميع الحقوق محفوظة - موقع أخبار الأردن