مواليد 1990 يواجهون خطرًا متزايدًا للإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي.. فما الأسباب؟

• دراسة: مواليد عام 1990 يحملون ضعف خطر الإصابة بسرطان القولون مقارنةً بالبالغين الذين وُلدوا في عام 1950
• دراسة: مواليد عام 1990 يحملون أربعة أضعاف خطر الإصابة بسرطان المستقيم مقارنةً بالبالغين الذين وُلدوا في عام 1950

كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة "BJS" العلمية، عن ارتفاع مقلق في معدلات الإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي المبكرة (التي تحدث لمن هم دون سن الخمسين) على مستوى العالم، مع زيادة ملحوظة بشكل خاص لدى جيل مواليد التسعينيات.

اقرأ أيضاً: هل هناك علاقة بين فيروس الروتا والبطيخ؟ تقرير يوضح الحقائق

الدراسة التي أجراها باحثون من معهد "دانا فاربر للسرطان" المرموق في الولايات المتحدة، دقت ناقوس الخطر حول تحول سرطان القولون والمستقيم المبكر إلى السبب الرئيسي للوفاة المرتبطة بالسرطان لدى الرجال دون سن الخمسين، وثاني سبب رئيسي لدى النساء من نفس الفئة العمرية في الولايات المتحدة.

تشير البيانات إلى أن هذا الارتفاع ليس مجرد زيادة طفيفة، بل هو تحول وبائي كبير. وتوضح الدراسة أن:

• مواليد عام 1990 يحملون ضعف خطر الإصابة بسرطان القولون وأربعة أضعاف خطر الإصابة بسرطان المستقيم مقارنةً بالبالغين الذين وُلدوا في عام 1950.
• شهدت الولايات المتحدة ارتفاعًا في معدل الإصابة بسرطان القولون والمستقيم المبكر من 5.9 حالة لكل 100 ألف شخص عام 2000 إلى 8.4 حالة عام 2017.
• كشف تحليل حديث لمراكز السيطرة على الأمراض الأمريكية عن زيادة هائلة بنسبة 333% في معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بين المراهقين (15-19 عامًا).

لا تقتصر المشكلة على زيادة معدلات الإصابة، بل تمتد إلى طبيعة التجربة التي يعيشها المرضى الشباب، والتي غالبًا ما تكون أصعب من نظرائهم الأكبر سنًا:

تأخر التشخيص: غالبًا ما يتم تشخيص المرض في مراحل متأخرة لأن الأطباء والمرضى أنفسهم لا يشتبهون في وجود سرطان لدى شخص شاب.

علاج أكثر كثافة: يتعرض المرضى الأصغر سنًا لعلاجات أكثر شراسة، دون أن يمنحهم ذلك بالضرورة فرصة أفضل للنجاة.

ضائقة مالية: يأتي تشخيص السرطان في سنوات ذروة الدخل وبناء المسار المهني، مما يسبب ضغوطًا مالية شديدة.

تحديات فريدة: يعاني الناجون الشباب من مشاكل نفسية واجتماعية أكبر، مثل القلق بشأن صورة الجسم، والضعف الجنسي، وتأثير العلاج على الخصوبة، مع ضعف في الأداء الاجتماعي وجودة الحياة بشكل عام.

يشير الباحثون إلى أن هذا الارتفاع المأساوي ليس وليد الصدفة، بل يرتبط بشكل وثيق بتغيرات في نمط الحياة والبيئة. وتُعد العوامل التالية أبرز المسببات:

السمنة: تُعتبر السمنة، خاصة في مرحلتي الطفولة والمراهقة، النظرية الرائدة لتفسير هذا الارتفاع. فقد وجدت دراسة أن النساء ذوات مؤشر كتلة الجسم فوق 30 يتضاعف لديهن خطر الإصابة بسرطان القولون المبكر.

النظام الغذائي الغربي: انتشار الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون والأطعمة المصنعة والفقيرة بالألياف.

عوامل أخرى: يساهم كل من مرض الكبد الدهني غير الكحولي، والتدخين، وشرب الكحول في زيادة المخاطر.

وفي تصريح لها، قالت سارة تشار، المؤلفة الرئيسية للدراسة: "تشهد معدلات الإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي لدى البالغين دون سن الخمسين ارتفاعًا عالميًا. وتُعد الجهود البحثية الجارية أمرًا بالغ الأهمية لتطوير استراتيجيات أكثر فعالية للفحص والوقاية والعلاج".