الحضن الأخير حين يصبح حضن الأب هو الوطن الوحيد في غزة
- غزة تحت القصف.. أب يتحول إلى جدار حماية لأطفاله المصابين في مشهد يُبكي الحجر
صورة تختزل فصولاً من الألم، لا نرى مجرد رجل وأطفاله، بل نرى وطناً صامدا يحاول أن يجد مأواه الأخير في حضن أب ، على سرير طبي مؤقت، وتحت ضوء قاسٍ يكشف عن قسوة المشهد، يجلس أبٌ، غبار الركام يكسو جسده العاري كشاهد صامت على الانفجار الذي مزق حياتهم.
اقرأ أيضاً: الأمم المتحدة تحذر من انهيار الخدمات الصحية والمياه في غزة مع استمرار القصف
إنه ليس مجرد غبار، بل هو بقايا منزل كان يوماً ما يضج بضحكات هؤلاء الصغار.
اليوم، تحولت تلك الضحكات إلى نظرات زائغة، تائهة بين الصدمة والألم.
يضم الأب بذراعيه القويتين أطفاله الثلاثة، في محاولة صمود ليبقيهم متماسكين، ليحميهم من عالم انهار فوق رؤوسهم الصغيرة بصواريخ أمريكية من طائراتحربيةإسرائيلية".
عناقه ليس لمسة حنان عابرة، بل هو جدار بشري، ليكون الحصن الأخير الذي تبقى لهم.
على أجساد الأطفال، تحكي الضمادات البيضاء قصة الشظايا التي اخترقت براءتهم. طفل بساق ملفوفة بالكامل، وآخر بجبيرة على ركبته، وثالث بإبرة وريدية مثبتة في ذراعه النحيلة، دليلاً على ساعات قضوها بين الحياة والموت. عيونهم لا تبكي، بل تحدق في الفراغ، كأن أرواحهم لم تعد بعد من تحت الأنقاض.
في هذا المشهد الغارق بالألم، يميل رجل آخر، ربما قريب أو مسعف، ليضع يده على أحد الأطفال، في لفتة مواساة تبدو ضئيلة أمام حجم الكارثة، لكنها تمثل كل ما تبقى من تضامن إنساني في لحظات الفقد.
هذه الصورة ليست مجرد لقطة صحفية، إنها شهادة حية على الثمن الباهظ الذي يدفعه الأبرياء في قطاع غزة دفاعا عن أرضهم بوجه آلة البطش الوحشية لجيش الاحتلا الإسرائيلي .
هي قصة أب أصبح هو الملجأ والمأوى، يحاول بذراعيه المرتجفتين أن يجمع شظايا أطفاله، وأن يقنع نفسه والعالم بأن حبه وحده قد يكون كافياً لإعادة بناء ما دمره القصف.
المصدر: موقع أخبار الأردن
© 2025 جميع الحقوق محفوظة - موقع أخبار الأردن