العقدة والحل

هل تتخيلون أن أكبر عقدة تواجه إيقاف حرب الإبادة في غزة هي حركة حماس!!

لا تنصدموا! فهذه هي الحقيقة أو لنقل ثلاثة أرباع الحقيقة.

العدو متفق على أن حركة حماس يجب أن تعاقب على ما اقترفته في يوم السابع من أكتوبر 2023، حيث وجهت صفعة للكيان لم ير مثلها ولا زالت “معلمة في وجهه”!

استطاع العدو أن يخلق رأياً عاماً يدين فيه حركة حماس، ويقف معه في هدفه القضاء عليها قضاء مبرماً، بل القضاء على نسلها كما يقول أحد الصهاينة العرب!!

العالم كله -باستثناءات بسيطة جداً- يتفق معه على الحرب على حركة حماس.

لا أحد يسأل العدو عن تعريفه لحركة حماس التي يريد إعدامها!! فهو قتل وجرح حتى الآن أكثر من 200 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال، ودمر البنية التحتية لغزة بشكل كامل، وهو يجوّع مليوني فلسطيني، كل ذلك بحجة أنه يحاول القضاء على حركة حماس، ولا يريدها أن تكون موجودة لا فوق الأرض ولا تحتها عند توقف الحرب!! هذا يعني أن العدو يعرّف كل فلسطيني (صغيرا أو كبيرا رجلا أو امرأة) في قطاع غزة بأنه حماس. ويعرّف كل بيت، أو مدرسة، أو جامعة، أو مسجد، أو مستشفى، أو مركز صحي، أو حتى مركز تجاري بأنه يعود لحركة حماس. وعليه فإن المهمة لن تنتهي حتى القضاء على 2 مليون فلسطيني ومحو كل إشارة حياة هناك!!

لا أحد يناقش العدو في عدالة هذا الهدف!!

علاوة على ذلك، لا أحد ينتصر لحركة حماس أو للمقاومة الفلسطينية، فالانتصار لحركة حماس أمر مجرّم في جميع أنحاء العالم، والعدو يستغل ذلك ويتهم كل دعم لغزة وشعب غزة وأطفال غزة، وكل انتقاد لحرب الإبادة، بأنه دعم “لإرهاب حماس”، ولأننا لا نعرف حماس التي يقاتلها تكون النتيجة تجريم دعم والتضامن مع غزة.

مواجهة ذلك كله يبدأ بسحب الذريعة الأصلية، وهي الذريعة التي بدأت بإدانة وتجريم ما حدث في يوم السابع من أكتوبر دون النظر لأسباب ذلك، وهناك قلة لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، استطاعت وضع يدها على الحقيقة وهي أن حركة حماس هي حركة مقاومة وتحرير وطني تدافع عن شعبها الواقع تحت الاحتلال والحصار، وهو أمر تقره جميع القوانين السماوية والأرضية بما فيها الأمم المتحدة.

لا يمكن وقف الإبادة الحالية أو الإبادة المتوقعة، حتى لو نجح اتفاق وقف اتفاق النار، دون سحب الذريعة الأصلية من يد الكيان، فلا يعقل إبادة شعب بأي حجة مهما كانت.

The post العقدة والحل appeared first on السبيل.