أخبار الأردن - آخر الأخبار المحلية والعالمية أخبار الأردن

ليست مجرد شعور بالخمول.. هكذا يسرق حر الصيف إنتاجيتك في العمل

2025-07-05 1 مشاهدة محليات
  • تراجع إنتاجيتك في الصيف ليس دليلاً على الكسل، بل هو استجابة فسيولوجية ونفسية طبيعية لظروف مرهقة

هل وجدت نفسك تحدق في شاشة الكمبيوتر في يوم صيفي حار، وعقلك شارد، وتشعر بثقل في التركيز ورغبة عارمة في إنهاء الدوام بأي شكل؟

إذا كانت إجابتك نعم، فأنت لست وحدك.

هذا الشعور بالخمول وتراجع الإنتاجية خلال فصل الصيف ليس مجرد وهم أو "دلع"، بل هو ظاهرة حقيقية ومثبتة علمياً، حيث تؤكد الدراسات أن ارتفاع درجات الحرارة يمتلك تأثيراً سلبياً ومباشراً على قدراتنا العقلية والجسدية، مما "يسرق" من إنتاجيتنا دون أن نشعر.

ماذا تقول الأرقام؟ التأثير المثبت علمياً

لم يعد تأثير الحرارة على الأداء مجرد انطباع شخصي.

فقد كشفت دراسات عديدة عن وجود علاقة رقمية واضحة بين ارتفاع درجة الحرارة وتراجع الإنتاجية.

إحدى أبرز الدراسات التي نشرتها منظمة العمل الدولية (ILO) وجدت أن الإنتاجية في المهام التي تتطلب جهداً بدنياً وعقلياً يمكن أن تنخفض بنسبة تصل

إلى 2% لكل درجة مئوية ترتفع فوق الـ 25 درجة.

ويوضح الأطباء أن السبب فسيولوجي بحت ، فعندما ترتفع حرارة الجو، يبذل الجسم طاقة كبيرة في عملية "التنظيم الحراري"

(Thermoregulation)، أي محاولة تبريد نفسه عبر التعرق وتوسيع الأوعية الدموية.

هذه الطاقة التي يستهلكها الجسم لتبريد نفسه، يتم خصمها مباشرة من رصيد الطاقة المتاحة للدماغ والوظائف الإدراكية العليا.

عندما يذوب التركيز: التأثير على الدماغ

يؤكد الخبراء النفسيون أن تأثير الحرارة لا يقتصر على الجسد، بل يمتد عميقاً إلى وظائف الدماغ:

انخفاض القدرات الإدراكية: يؤثر الإجهاد الحراري بشكل مباشر على الفص الجبهي في الدماغ، المسؤول عن التخطيط، حل المشكلات، واتخاذ القرارات.

مما يجعل المهام المعقدة تبدو أكثر صعوبة، ويزيد من احتمالية ارتكاب الأخطاء.

تباطؤ ردود الفعل: أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يعملون في بيئات حارة تكون ردود أفعالهم أبطأ، وتقل قدرتهم على الانتباه والتركيز لفترات

طويلة.

الخمول الصيفي النفسي: إلى جانب التأثير الفسيولوجي، هناك عامل نفسيفي ساعات النهار الطويلة وأجواء العطلات تخلق حالة من "التشتت الذهني" والرغبة في التواجد في الهواء الطلق، مما يقلل من الدافعية للعمل المكتبي الرتيب.

كيف تستعيد إنتاجيتك؟ نصائح عملية للموظفين

يجمع خبراء بيئة العمل على أن مواجهة هذا التراجع تتطلب استراتيجيات ذكية. إليك أهمها:

الترطيب هو خط الدفاع الأول: الجفاف هو السبب الرئيسي للشعور بالتعب والضباب العقلي. احتفظ بزجاجة ماء على مكتبك واشرب بانتظام، حتى قبل أن تشعر بالعطش.

ابدأ بالمهام الصعبة صباحاً: استغل درجات الحرارة المعتدلة ومستويات الطاقة العالية في الصباح لإنجاز المهام الأكثر تعقيداً والتي تتطلب تركيزاً عالياً.

قسّم يومك إلى فترات عمل: استخدم تقنيات إدارة الوقت مثل "تقنية الطماطم" (Pomodoro)، التي تعتمد على العمل في فترات مركزة (25 دقيقة) تليها استراحة قصيرة (5 دقائق). هذا يساعد على تجديد التركيز.

خذ استراحات حقيقية وذكية: ابتعد عن شاشتك خلال فترة الاستراحة. المشي لبضع دقائق في مكان بارد أو مجرد إغماض عينيك والتنفس بعمق يمكن أن يعيد شحن طاقتك العقلية.

وجبات خفيفة وصحية: تجنب الوجبات الثقيلة والدسمة في منتصف اليوم، لأنها تزيد من الشعور بالخمول. استبدلها بسلطات وفواكه غنية بالماء مثل البطيخ والخيار.

دور الشركات: الاستثمار في الراحة يزيد الإنتاج

لا تقع المسؤولية على الموظف وحده

يمكن للشركات أن تلعب دوراً محورياً في الحفاظ على إنتاجية فرق عملها عبر إجراءات بسيطة وفعالة:

توفير بيئة عمل مبردة بشكل جيد: التأكد من أن أنظمة التكييف تعمل بكفاءة وأن درجة الحرارة في المكاتب مريحة (بين 22-24 درجة) هو استثمار مباشر في الإنتاجية.

مرونة في ساعات العمل: السماح للموظفين ببدء الدوام في وقت مبكر والمغادرة مبكراً يمكن أن يساعدهم على تجنب حرارة الظهيرة وأزمات السير.

سياسة ملابس مرنة: السماح بارتداء ملابس صيفية مريحة وخفيفة يساعد الموظفين على الشعور براحة أكبر.

تشجيع الاستراحات: بناء ثقافة عمل لا ترى في الاستراحة "مضيعة للوقت"، بل ضرورة لتجديد النشاط.

إن تراجع إنتاجيتك في الصيف ليس دليلاً على الكسل، بل هو استجابة فسيولوجية ونفسية طبيعية لظروف مرهقة.

ومن خلال فهم هذا التأثير، وتبني عادات عمل ذكية من قبل الموظفين، وتوفير بيئة داعمة من قبل الشركات، يمكن تحويل أشهر الصيف الحارة إلى موسم من الإنجاز والراحة في آن واحد.

المصدر: موقع أخبار الأردن

© 2025 جميع الحقوق محفوظة - موقع أخبار الأردن

تقييم الخبر
يجب تسجيل الدخول للتقييم
متوسط التقييم: 0.0/5 (0 تقييم)