رغم تسريح الآلاف.. خبراء: مخاوف فقدان وظيفتك مبالغ فيهابسبب فزاعة الذكاء الاصطناعي
- تقارير تكشف عن خطط مايكروسوفت لتقليص آلاف الوظائف
في الوقت الذي تهيمن فيه عناوين تسريح العمالة في كبرى شركات التكنولوجيا مثل مايكروسوفت وأمازون على المشهد الاقتصادي، يتصاعد القلق العالمي من أن يكون الذكاء الاصطناعي هو "سارق الوظائف" القادم الذي يهدد الملايين حول العالم.
لكن وسط هذه الموجة من التشاؤم، يبرز رأي تحليلي مغاير يؤكد أن هذه المخاوف "مبالغ فيها"، وأن القصة أكثر تعقيداً مما تبدو عليه.
موجة تسريح تغذي المخاوفتزايدت حالة القلق بشكل مبرر بعد سلسلة من الإعلانات التي ربطت بشكل مباشر بين تبني استراتيجيات الذكاء الاصطناعي وتقليص القوى العاملة.
اقرأ أيضاً: وظائف تتيح عائدا سنويا يزيد على 250 ألف دولار في 2024
فقد كشفت تقارير عن خطط مايكروسوفت لتقليص آلاف الوظائف لتمويل استثماراتها في الذكاء الاصطناعي، خاصة بعد أن أشار مديروها التنفيذيون إلى أن ما يصل إلى 30% من شفرات الشركة البرمجية يمكن الآن كتابتها بواسطة الذكاء الاصطناعي.
ولم تكن مايكروسوفت وحدها، حيث أعلنت كل من أمازون ومجموعة الاتصالات BT عن توقعاتهما بأن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى مكاسب في الكفاءة تسمح لهما بتنفيذ عمليات تسريح خاصة بهما. ويزيد من هذا القلق ارتفاع معدل البطالة بين خريجي الجامعات الأمريكية في مجالي التمويل وعلوم الكمبيوتر، مما يشير إلى أن الأدوار الوظيفية للمبتدئين بدأت تتأثر فعلياً بالأتمتة.
تفكيك المخاوففي مقابل هذه الصورة القاتمة، يقدم محللون في مؤسسة "كابيتال إيكونوميكس" رؤية أكثر توازناً، مشيرين إلى أن المخاوف من "بطالة تكنولوجية" واسعة النطاق غير مبررة على المدى الطويل، لعدة أسباب جوهرية:
الذكاء الاصطناعي كـ "شماعة": يرى المحللون أن بعض الشركات تستخدم الذكاء الاصطناعي "كوسيلة لتقديم خسائر الوظائف الناتجة عن ضعف الأداء المالي في ضوء أكثر إيجابية". فبدلاً من الاعتراف بصعوبات مالية، يصبح إلقاء اللوم على التكنولوجيا مخرجاً مقبولاً.
خلق وظائف جديدة: كما حدث مع كل ثورة تكنولوجية سابقة، يتم حالياً إنشاء أدوار وظيفية جديدة بالكامل لم تكن موجودة، مثل "مهندسي الإرشادات (Prompt Engineers)" والمسؤولين عن مراقبة الجوانب الأخلاقية للأتمتة.
زيادة الإنتاجية والطلب: بدلاً من استبدال البشر، قد يجعل الذكاء الاصطناعي العمال أكثر إنتاجية وكفاءة، مما قد يؤدي إلى "زيادة في الطلب" على خدماتهم، حيث تتمكن الشركات من التوسع وتقديم خدمات أفضل.
البيانات لا تدعم الانهيار: استشهد المحللون بدراسة أمريكية حديثة وجدت أن المهن الأكثر تعرضاً للذكاء الاصطناعي لم تظهر "أي فرق جوهري في نمو التوظيف مقارنة بالأقل تعرضاً"، مما يعني أن التأثير الفعلي على أرض الواقع لا يزال محدوداً.
التبني التدريجي: يؤكد التقرير أن وتيرة اعتماد الذكاء الاصطناعي في جميع القطاعات لا تزال "تدريجية نسبياً". هذا البطء يمنح سوق العمل وقتاً كافياً للتكيف، ويجعل أي آثار سلبية "طفيفة" وموزعة على فترة زمنية طويلة، مما يمنع حدوث اضطراب مفاجئ وكبير.
نظرة مستقبلية متوازنةفي حين أنه لا يمكن إنكار حدوث اضطراب مؤقت في بعض القطاعات، فإن الإجماع التحليلي يميل إلى أن الذكاء الاصطناعي، على المدى الطويل، سيغير طبيعة الوظائف بدلاً من القضاء عليها.
وكما غيرت الإنترنت والكمبيوتر شكل اقتصاداتنا، من المتوقع أن يخلق الذكاء الاصطناعي قيمة جديدة وفرصاً لم نتخيلها بعد، مما يتطلب من القوى العاملة التكيف واكتساب المهارات الجديدة بدلاً من الخوف من التكنولوجيا، بحسب ما ذكر تقرير لموقع "انفيستنغ" المتخصص.
المصدر: موقع أخبار الأردن
© 2025 جميع الحقوق محفوظة - موقع أخبار الأردن