هل اكتملت الاستعدادات لجولة القتال المقبلة؟

لن يتأخر الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة في توجيه ضربة سريعة وخاطفة لإيران حال توافر معلومات دقيقة عن مكان تخزين 450 كيلو غرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمائة، ولن يردعهما شيء عن فعل ذلك، سيضربون ثم يفكرون ويتعاملون مع التداعيات والنتائج.

كذلك لن يتردد الاحتلال الإسرائيلي عن توجيه ضربة جوية خاطفة وسريعة لمركز القيادة حيث يتواجد المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي في حال تحديده، مع تفضيلات تشمل إمكانية استهدافه بالاستعانة بخلايا وعصابات عاملة على الأرض.

هذا ليس سيناريو خيالي بل حرب حقيقة دائرة بين الأطراف الإقليمية، يتم التعامل معها يوميا في غرف العمليات والاستخبارات الناشطة في جمع اكبر قدر من المعلومات على مدار الساعة حول اليورانيوم والقيادات الإيرانية والبرنامج النووي الإيراني الموازي ان وجد، كما انها تعمل على تقييم الضربات وتحديث بنك الأهداف والتعامل مع الشبكات التي تم تفكيكها على الأرض ومحاولة تعويضها، والاهم العمل الدؤوب والسريع على تذخير الدفاعات الجوية الصاروخية للاحتلال الإسرائيلي، اذ نقل مئات الاطنان من الذخائر خلال الأيام القليلة الماضية للكيان الإسرائيلي.

بدورها أعادة الولايات المتحدة تموضع قواتها وبدأت بتعزيز حضورها العسكري في المنطقة الى جانب بريطانيا وغيرها من الدول الأوروبية، ولن تفاجا المنطقة اذا قفز تعداد القوات الامريكية من 40 الف خلال أيام او اسابيع قليلة ليبلغ 100 الف جندي او اكثر، فما يجري على الارض استعدادات كبيرة لجولة قتال اعنف واقسى واطول.

على الجانب الاخر تحث ايران الخطى لتفكيك شبكات التجسس على أراضيها وسد الفجوات الأمنية، كما عمدت الى إعادة تموضع قواتها البرية على الحدود الآذرية و الأفغانية حيث جندت اميركا والكيان الإسرائيلي الكثير من العملاء وجنود النظام السابق الفارين من أفغانستان الى ايران بعد انتصار حركة طالبان على الولايات المتحدة، فالموارد الاستخبارية والسجلات الامريكية تمتاز بالوفرة بالقرب من الحدود الأفغانية ومخيمات اللجوء هناك.

ايران تعيد الانتشار بهذا المعنى على كامل الأراضي الإيرانية، وتعمل على تعبئة الجبهة الداخلية، وهو ما تحاول اميركا والكيان الإسرائيلي رصده وتفكيك رموزه، كما تعمل ايران بحسب التقارير على إعادة النظر في دور الشركات الهندية التي أسهمت في انشاء البنى التحتية والاتصالات و البرمجيات المستخدمة في القيود المدنية والحكومية الإيرانية التي أسهمت في تحديد هوية العلماء والضباط وأماكن سكناهم.

الجهد الإيراني ذهب ابعد من ذلك نحو مناقشة شراء 40 طائرة حربية من طراز ( J 10 C ) الصينية اسوة بجارتها باكستان، و ذهبت نحو وقف العمل بنظام “جي بي اس” (GPS) الأمريكي لتحديد المواقع لتنتقل الى تفعيل نظام “بيدو” (BeiDou) الصيني، ويتوقع انها تعمل بنشاط في سباق مع الزمن لتحديث نظام دفاعها الجوي، و لا تكاد المحادثات واللقاءات مع الجانب الصيني والروسي والباكستاني تتوقف كان اخرها لقاء عقد يوم امس لمسؤولي الامن القومي لدول منظمة شنغهاي للتعاون الاحد في العاصمة بكين مستثنينا الهند التي باتت حليفا موثوقا لإسرائيل وأميركا.

التحضيرات لجولة قتال جديد ة بين ايران والكيان الإسرائيلي لا تكاد تنقطع على مدار الساعة واليوم، والمناورات الدبلوماسية و متاهة التي صنعها ترامب بتصريحاته، تؤكد ان الإقليم يقترب من جولة قتال قريبة يعول عليها نتنياهو والولايات المتحدة لأحداث انهيار في مقاومة ايران الإقليمية و انهيار ميزان القوة الإقليمي على نحو يسمح لإسرائيل وأميركا من فرض اجندتها في الإقليم وخصوصا التطبيع والديموغرافية في الضفة الغربية وقطاع غزة، والى ما هو بعد من ذلك أمريكيا في الساحة الدولية.

ختاما ..بانتظار ساعة الصفر التي تحددها الأنشطة الاستخبارية الامريكية الإسرائيلية او ضربة إيرانية استباقية، تبدو الجولة المقبلة مغامرة غير عقلانية لتقويض الاستقرار الإقليمي في ظل غياب الحسم والحاجة المتكررة الى استثمار مزيد من الموارد لتعزيز النجاحات الجزئية المتوقعة أمريكيا واسرائيليا، فالعقلانية التي غابت في الضربة الأولى وراهنت على كسر الحواجز في استهداف ايران، هي ذاتها التي تدفع نحو جولة ثانية و ثالثة و رابعة من المواجهات التي لن تتوقف عند حدود جغرافية واضحة.

The post هل اكتملت الاستعدادات لجولة القتال المقبلة؟ appeared first on السبيل.