الصحة تكشف لـرؤيا: مضاعفات خطيرة ودائمة لمصابي التسمم بـالكحول الميثيلي الميثانول

• الصحة:المادة السامة يتم امتصاصها بسرعة داخل الجسم

لا تزال تداعيات حادثة التسمم الناتج عن تناول مشروبات كحولية تحتوي على مادة الميثانول القاتلة تتفاقم، مع ارتفاع عدد المصابين إلى 27 حالة، غالبيتهم في أقسام العناية الحثيثة، بينما تم الإعلان عن وفاة 9 أشخاص حتى الآن في العاصمة عمّان والزرقاء والبلقاء.

وقال الدكتور عماد أبو يقين، مدير إدارة الشؤون الفنية في وزارة الصحة، إن المرضى الذين راجعوا المستشفيات كانوا يعانون من تسمم حاد بأعراض واضحة شملت انخفاضًا في مستوى الوعي وأعراض تسمم شاملة للجسم، مؤكدًا أن بعض الحالات كانت بالغة الخطورة وتطلبت دعمًا تنفسيًا وعمليات غسيل كلى (ديلزة)، إضافة إلى إجراءات دعم الحياة.

اقرأ أيضاً: الطب الشرعي يكشف لـ"رؤيا" تفاصيل جديدة عن حادثة وفاة 9 أشخاص بسبب "الكحول الميثيلي"

وأوضح أبو يقين في تصريح لـ"رؤيا" أن المادة السامة يتم امتصاصها بسرعة داخل الجسم، وتؤدي إلى خلل في توازن الحموضة في الدم، مما قد يسبب فشلًا في الجهاز التنفسي واضطرابًا في الوظائف الحيوية الأخرى، مشيرًا إلى أن بعض المرضى قد يعانون من اختلالات في الأعصاب، وفقدان البصر، واعتلال في الكبد والكلى، وهي مضاعفات قد تكون دائمة لدى عدد من المصابين.

وكشف أبو يقين أن ما بين 25% إلى 40% من المصابين بالتسمم بالميثانول قد يفقدون البصر نهائيًا، نتيجة لتلف في العصب البصري وشبكية العين، بالإضافة إلى احتمال حدوث اضطرابات ذهنية وعصبية طويلة الأمد. أما بالنسبة لوظائف الكبد والكلى، فقد تتحسن لدى بعض الحالات، إلا أن الخلل قد يستمر بشكل دائم لدى آخرين.

من جهتها، أعلنت مديرية الأمن العام أن التحقيقات في القضية كشفت عن تورط مصنع غير مرخص في تصنيع مشروبات كحولية باستخدام مادة الكحول الميثيلي، حيث تم ضبط جميع القائمين والعاملين في المصنع، بمن فيهم الموظف المسؤول عن خلط المواد، والذي حصل على المادة السامة من أحد الأشخاص.

وتم مداهمة المستودع الذي وردت منه المادة، والتحفظ على جميع المواد الموجودة داخله، فيما تواصل الفرق الأمنية وبالتنسيق مع مؤسسة الغذاء والدواء سحب المنتجات الكحولية المصنعة من الأسواق، وقد تم جمع كميات كبيرة منها، مع استمرار عمليات الضبط حتى التأكد من خلو الأسواق من هذه المواد القاتلة.

وأكدت المديرية أن القضية ستُحال إلى القضاء فور الانتهاء من التحقيقات، مشددة على أن الأمن العام لن يتهاون في التصدي لأي تهديد يطال سلامة وصحة المواطنين.