أخبار الأردن - آخر الأخبار المحلية والعالمية أخبار الأردن

“مضيق هرمز” سلاح إيراني ذو حدين

2025-06-22 0 مشاهدة محليات

الضربات العسكرية التي وجهتها الولايات المتحدة الأمريكي إلى إيران فجر اليوم سيكون لها ما بعدها، وما بعد ما بعدها.
وسيحدد ذاك شكل الرد الإيراني على هذا العدوان الذي جاء خدمة من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لنتنياهو، الذي أثبت بأنه يتحكم بمفاصل القرار الأمريكي، وهذا ما بدأ يتحدث عنه النشطاء والمؤثرون وكثير من السياسيين والنخب الأمريكية بصوت مرتفع وغاضب أيضا.
الإدارة الأمريكية باختلاف مسمياتها وتوجهاتها وبرامجها هي رهينة وحبيسة الرغبة والإدارة الإسرائيلية، وهي لم تحاول أن تستقل بقرارها فيما يتعلق بالشرق الأوسط عن قرارا تل أبيب، ليس منذ اليوم، وإنما منذ تسلم جورج بوش الأب ثم بيل كلينتون وجورج بوش الابن وباراك أوباما وجو بادين ودونالد ترامب في إدارته الأولى والثانية.
ضربات واشنطن الأخيرة كانت مكافأة لنتنياهو مجرم الحرب والمهووس بالقتل والدمار، وقد فتحت باب الحديث عن أكثر من ملف ساخن وقابل للانفجار من الممكن أن يتسبب في فوضى عالمية ومن بينها التلويح الإيراني بإغلاق “مضيق هرمز”.
المضيق الذي يفصل إيران عن الإمارات وسلطنة عمان، يربط الخليج العربي بخليج عمان وبحر العرب، وتصدر كل من السعودية وإيران والإمارات والكويت والعراق، معظم نفطهم الخام عبر المضيق. وتنقل قطر، أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، كل غازها الطبيعي المسال تقريبا عبر المضيق، وهو ما يمثل نحو ربع استخدام الغاز الطبيعي المسال عالميا.
و تمر عبره يوما صادرات نفطية تتجاوز 16.5 مليون برميل، تمثل حوالي 40% من النفط المنقول بحرا عالميا، إلى جانب أكثر من 20% من تجارة الغاز الطبيعي المسال، و22% من السلع الاستراتيجية الأساسية.
تعد الصين، أكبر مستورد للنفط عالميا، تعتمد على هذه المنطقة لتأمين ما يقارب 5.5 مليون برميل يوميا، أي نحو نصف احتياجاتها التي تقدر بنحو11 مليون برميل يوميا، فيما تعتمد كوريا الجنوبية واليابان والهند بشكل كبير على نفط وغاز الخليج لتغذية قطاعاتها الصناعية.
وإيران نفسها، لا تزال تصدر نفطها من خلاله، وتستورد في المقابل نحو ربع حاجتها من الغاز المسال من المنطقة، وهو ما يعني أن قرارا إيرانيا بلإغلاق المضيق سيكون صعبا وقاسيا عليها أيضا ويعقد من المشهد وسلاح ينبغي استخدامه بعد حسابات دقيقة.
دون أن ننسى ما أكدته تقارير امتلاك طهران ما يقرب من 6000 لغم بحري، بما يمكنها من تعطيل الملاحة الدولية.
وفي حال إغلاق المضيق، وبحسب دراسة للباحث الاقتصادي المتخصص في شؤون الطاقة عامر الشوبكي، فإن أسعار النفط ستقفز مباشرة فوق حاجز 100 دولار للبرميل، مع احتمال تجاوزها 130 أو حتى 150 دولارا إذا تزامن ذلك مع إغلاق مضيق باب المندب من قبل الحوثيين، كما حدث في مرات سابقة.
وأشار إلى أن ما يزيد خطورة هذا السيناريو هو أن المنطقة أيضا تعد مصدرا رئيسيا للديزل المكرر، الذي يتم شحنه إلى أوروبا وآسيا وأمريكا الجنوبية.
الاضطراب في مضيق هرمز لن يقتصر على تعطيل الصادرات النفطية والغازية فحسب، بل سيمتد إلى فوضى في المنظومة المالية العالمية فارتفاع أسعار النفط سيؤدي إلى موجة تضخمية واسعة النطاق، ستؤدي إلى ارتاع في معدلات الفائدة والتعامل مع شبح الركود التضخمي.
وأيضا سيطال حركة السفن التجارية، وشحنات الغذاء والسلع الصناعية، وسط توقعات بارتفاع تكاليف التأمين والشحن بأكثر من 300%، وهو ما سينعكس مباشرة على أسعار السلع والاستهلاك، ويضاعف الضغوط على الاقتصاديات النامية والمتقدمة على حد سواء.
كما سيشكل ضربة كبيرة لمصر وقناة السويس.
في جميع الحسابات فإن الضرر من تعطيل عمليات الشحن والمرور من هذا المضيق سيؤدي إلى حالة فوضى لن بنجو منها أي قطاع وستتأثر بها غالبية دول العالم وفي مقدمتها الدول العربية التي تجد نفسها مرة أخرى وسط الطوفان وهي مسلوبة الإرادة تماما.

The post “مضيق هرمز” سلاح إيراني ذو حدين appeared first on السبيل.

المصدر: موقع أخبار الأردن

© 2025 جميع الحقوق محفوظة - موقع أخبار الأردن

تقييم الخبر
يجب تسجيل الدخول للتقييم
متوسط التقييم: 0.0/5 (0 تقييم)