ما هي أبرز أوراق القوة بيد إيران لو تدخلت أمريكا في الحرب؟

السبيل- عمّان

قدّم الخبير الاستراتيجي والعسكري غازي ربابعة تحليلاً معمقاً يوضح أبرز أوراق القوة التي تملكها إيران، ضد الولايات المتحدة الأمريكية، في حال قررت الأخيرة التدخل في الحرب إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي.

وأورد ربابعة في حديثه لـ”السبيل” جملة أمور تعد أوراق قوة وضغط في صالح إيران، وتساعدها في الخروج من الحرب في أقرب وقت.

وقال ربابعة إن دخول الولايات المتحدة ربما يكون ضمن إطار الدعم بالقنابل، حيث تملك واشنطن “أم القنابل” والتي تزن 14 طنا، قادرة على اختراق تحصينات من الفولاذ والخرسانة المسلحة على عمق 60 متر، وهذا يعني أن المفاعل النووي الأكثر تحصيناً وهو تحت جبل صخري يحتاج إلى عشرات القنابل من هذا النوع.

وأحضرت الولايات المتحدة “أم القنابل” هذه إلى جزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي والتي تبعد 15000 كيلومتر عن إيران.

أكد ربابعة أن إيران لا تمتلك مفاعلاً نووياً واحداً يمكن استهدافه بسهولة، كما كان الحال مع المفاعل العراقي عام 1981 أو المفاعل السوري. بل تمتلك إيران ثمانية مفاعلات نووية موزعة على مساحة جغرافية شاسعة تبلغ قرابة 1.6 مليون كيلومتر مربع.

ويعني هذا التوزع بحسب ربابعة أن تدمير مفاعل واحد لا ينهي البرنامج النووي الإيراني، وأن استهداف جميع المفاعلات يتطلب عمليات معقدة وطويلة، خاصة أن بعضها يقع تحت جبال صخرية محصنة يصعب اختراقها حتى بالقنابل الضخمة.

بحسب ربابعة، فإن القصف الجوي وحده لا يحسم المعارك ما لم يُدعم بوجود قوات برية، مشيراً إلى أن التجارب العسكرية أثبتت أن نتائج القصف الجوي غالباً ما تكون مؤقتة ومحدودة الأثر. وهو ما يقلل من فاعلية أي ضربة جوية أمريكية أو إسرائيلية ضد إيران.

يشير ربابعة إلى وجود معارضة داخل الكونغرس الأمريكي لأي مغامرة عسكرية مع إيران، فضلاً عن تردد مجلس الأمن القومي الأمريكي ذاته، والذي لم يتخذ قراراً بالحرب في اجتماعه السابق، مما يعكس عدم وجود توافق سياسي داخلي على خوض حرب مفتوحة مع طهران.

وقال إن تلويح أمريكا بالدخول في الحرب، ربما يكون ضمن إطار الضغط النفسي على إيران لإجبارها على المفاوضات.

تملك إيران ترسانة متطورة من الصواريخ يمكنها تهديد مصالح حيوية في المنطقة، إضافة إلى علاقات استراتيجية مع دول مؤثرة مثل روسيا، الصين، فنزويلا، كوريا الشمالية، وباكستان.

ويعتقد ربابعة أن هذه الدول قد توفر دعماً عسكرياً ولوجستياً لإيران في حال نشوب حرب، مما يعزز من قدرة إيران على الصمود والمواجهة.

أشار ربابعة إلى أن إيران أصبحت رائدة في تصنيع الطائرات المسيّرة دون الحاجة لمساعدة خارجية، وقد قامت بتصدير الآلاف منها إلى روسيا، مما يبرز كفاءة صناعتها العسكرية وتطورها التقني في هذا المجال، وقدرتها على خوض حرب غير تقليدية باستخدام هذا النوع من الأسلحة.

تملك إيران وجوداً استراتيجياً في مضيق هرمز، وهو الممر البحري الذي يعبر من خلاله 22 مليون برميل نفط يومياً.
كما أن سيطرتها على جزر طنب الكبرى، طنب الصغرى، وأبو موسى، تمنحها قدرة على استهداف السفن وتهديد حركة التجارة الدولية.

وأكد ربابعة أن زراعة ألغام بحرية من قِبل إيران قد تعطل الملاحة البحرية لسنوات، مما سيتسبب بأضرار جسيمة للدول الغربية التي تعتمد على نفط الخليج، وفي مقدمتها الولايات المتحدة.

اختتم ربابعة حديثه بالإشارة إلى أن إيران ليست دولة صغيرة أو هشة، بل إنها تمتد جذورها في عمق التاريخ، مستشهداً بحديث نبوي شريف وتفسير لآية قرآنية ورد فيها إشارة إلى مكانة الفُرس في التاريخ الإسلامي، في إشارة إلى الروح المعنوية العالية والبعد الحضاري الذي تستند إليه إيران في مواجهة التهديدات.

The post ما هي أبرز أوراق القوة بيد إيران لو تدخلت أمريكا في الحرب؟ appeared first on السبيل.