توقعات بصعود أسعار الذهب لـ 4000 دولار مع تصاعد التوترات الجيوسياسية

• وول ستريت ترفع توقعات أسعار الذهب إلى مستويات قياسية وسط التوترات الجيوسياسية

أعلنت عمالقة المال في وول ستريت عن أهداف سعرية جديدة للذهب، وسط تنامي المخاطر الجيوسياسية العالمية التي تدفع المعدن الأصفر لتحقيق مستويات قياسية.

هذه التعديلات تأتي في ظل تزايد الطلب الاستثماري والمخاوف من التضخم العالمي وتدهور الثقة بالعملات الورقية.

اقرأ أيضاً: استقرار ملحوظ في أسعار الذهب عالميا بعد تقلبات الأسواق خلال الأسبوع الماضي

في مذكرة نُشرت الأسبوع الماضي، أكد بنك أوف أمريكا (NYSE:BAC) أن هناك مسارًا قد يدفع الذهب إلى مستوى 4000 دولار للأونصة خلال الأشهر الـ12 المقبلة.

وأشار البنك إلى أن المحافظ الاستثمارية العالمية لم تتعرض بدرجة كافية لهذا المعدن الثمين، بالإضافة إلى تنامي حالة عدم الاستقرار العالمي.

ورغم أن الذهب قد شهد ارتفاعًا كبيرًا هذا العام بنسبة تجاوزت 20%، محققًا مستويات قياسية عدة مرات، يرى محللو البنك أن المعدن الأصفر قد يرتفع أكثر في ظل الظروف الراهنة.

وأضاف البنك أن الارتفاع قد يستمر، خاصة مع استمرار تقلب أسعار الفائدة وضعف أداء الدولار، مما يعزز التوجه نحو الأصول الآمنة لدى المستثمرين.

وقدّر بنك أوف أمريكا أن المستثمرين يخصصون حاليًا نحو 3.5% فقط من محافظهم الاستثمارية للذهب، وهو رقم لا يزال أدنى من أعلى مستوياته المسجلة في عام 2011، مما يُلمّح إلى إمكانية تدفق المزيد من رؤوس الأموال الفردية نحو الذهب.

وبالمثل، ورغم أن البنوك المركزية زادت من حصصها من الذهب خلال السنوات الأخيرة، فإنها لا تزال تحتفظ بنحو 18% من احتياطياتها بالذهب، وهو مستوى أدنى من أعلى مستوياته التي سُجلت خلال فترة بريتون وودز في سبعينيات القرن الماضي.

ومع ذلك، لا يزال الذهب يُعد ثاني أكبر أصل احتياطي لدى البنوك المركزية بعد الدولار الأمريكي، وفقًا للبنك المركزي الأوروبي.

تلعب التطورات الجيوسياسية دورًا حاسمًا في تحريك أسعار الذهب.

وقد ساهم النزاع المتصاعد بين تل أبيب وإيران في رفع أسعار الذهب.

فعقب أولى الضربات الجوية، ارتفعت العقود الآجلة للذهب إلى 3440 دولارًا، مقتربة من أعلى مستوياتها التاريخية البالغة 3500 دولار.

كما ارتفعت أيضًا العقود الآجلة للنفط بسبب تداعيات التصعيد المحتمل في الصراع.

وفي تعليق لوكالة رويترز، أوضح دانيال بافيلونيس، كبير استراتيجيي السوق في شركة الوساطة RJO Futures، أن تصاعد المخاوف من اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط يدفع بأسعار الذهب نحو الارتفاع.

وقال بافيلونيس: "قيام تل أبيب بضرب أهداف إيرانية يُحدث حالة من الذعر الجيوسياسي في الأسواق.

الأسعار ستظل مرتفعة في ظل الترقب لما سيحدث لاحقًا، خاصة رد الفعل الإيراني المتوقع".

وقد شنت تل أبيب غارات جوية على إيران يوم الجمعة الماضي، أدت إلى مقتل عدد من كبار القادة العسكريين في الجمهورية الإسلامية، وتدمير أهداف عسكرية استراتيجية.

وأسفرت تلك الضربات عن ارتفاع كبير في قيمة الذهب فور اندلاع الصراع، قبل أن يتراجع قليلًا في تداولات يوم الاثنين.

مصرف جي بي مورغان (NYSE:JPM) كان قد توقع سابقًا سيناريو يُمكن أن يصل فيه الذهب إلى 6000 دولار، في حال تم تحويل ما نسبته 0.5% من الأصول الأجنبية الأمريكية إلى الذهب.

أما غولدمان ساكس (NYSE:GS)، فيتوقع أن يقفز سعر الذهب إلى 3700 دولار بنهاية هذا العام، مدفوعًا بالطلب القوي من البنوك المركزية.

في المقابل، قامت مجموعة سيتي بمراجعة أهدافها السعرية للذهب على مدى 0-3 أشهر و6-12 شهرًا إلى 3300 دولار للأوقية (بعد أن كانت 3500 دولار) و2800 دولار للأوقية (بعد أن كانت 3000 دولار) على التوالي، مما يشير إلى رؤية أكثر حذرًا على المدى القصير والمتوسط.

يتم تداول الذهب حاليًا عند مستوى 3385 دولارًا، محققًا ارتفاعًا نسبته 30% منذ بداية العام، وهو أقل قليلًا من أعلى مستوياته التاريخية التي بلغت 3500 دولار في أبريل الماضي.