أحجية “لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها”

تم إبادة غزة بذريعة أن “لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها”، وتم تدمير الضاحية الجنوبية في بيروت وتدمير بلدات في جنوب لبنان بحجة أن “لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها”، وتم تدمير مقدرات الجيش السوري عقب انتصار الثورة بحجة أن “لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها”، وتم انتهاك سيادة سوريا أيام النظام السابق بحجة أن “لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها”، وتم انتهاك سيادة العراق وضرب المفاعل النووي في الثمانينات بحجة أن “لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها”، ويتم الآن تدمير إيران بحجة أن “لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها”.

منذ بداية الحرب البربرية على قطاع غزة والغرب يرفع شعار أن “لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها”، وحتى هذه اللحظة ورغم أن كل مؤسسات الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والإغاثية في العالم تؤكد الكارثة الإنسانية في قطاع غزة جراء منع إدخال المساعدات، فإن العالم الغربي لا يبدأ حديثه إلا بجملة أن “لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها”، ليس هذا فقط، بل يتبعها بأنه يدعم حق “إسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها”.

تكمن المشكلة في أن للكيان وحده حق تعريف هذا الحق (حق الدفاع عن النفس) ومتى وكيف وأين!!

الأخطر من ذلك أن للكيان وحده حق تفسير الخطر الذي يرى أن معه يجب تفعيل ذريعة “لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها”، ولا يجوز لأحد أن يناقش في ذلك.

وبهذا فإن كل عدوان يقوم به يأتي سلفا وبشكل تلقائي تحت بند (حق الدفاع عن النفس)!! ولو كان ذلك بإبادة مليوني إنسان، أو اغتيال شاب في ماليزيا أو إندونيسيا يمكن أن يكون عالما نوويا في المستقبل، لأن ذلك قد يشكل خطرا على الكيان وبالتالي يجب تفعيل مادة “لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها”!!

إن الإذعان لهذا المنطق خطير جدا على الدول العربية والإسلامية.

The post أحجية “لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها” appeared first on السبيل.