أخبار الأردن - آخر الأخبار المحلية والعالمية أخبار الأردن

الاحتلال يخشى الحرك النسوي الغربي ولا يكترث بالعربي!

2025-06-17 1 مشاهدة محليات

بداية هذا النص ليس عن النسوية وتعريفها وموقفي منها، فالحديث حول هذا الأمر يحتاج إلى بحث وتوسع وتدعيم المقال بأرقام وتصريحات وغيرها.
لكن ما يهمني هنا موقف النسويات العربيات مما يجري للمرأة الفلسطينية بعد السابع من تشرين الأول 2023. وهو موقف سلبي في غالبه يأخذ صفة الخوف والحذر من الخوض في هذا الشأن خشية إغضاب الداعمين والممولين للمشاريع، خصوصا وأن غالبية تمويل منظمات المجتمع المدني يأتي من أوروبا ومن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (تعر ف اختصارا “يو إس أيد”).
ورغم سلبية بعض النسويات العربيات مما يجري في فلسطين، إلا أن النسويات في أوروبا وأمريكا يقمن بدور مركزي ومؤثر في مجمل الحراك الذي تشهده تلك الدول نصرة لغزة والمطالبة بوقف الإبادة الجماعية في غزة ووقف إطلاق النار وإدخال المساعدات دون قيد أو شرط.
هذا الحراك دفع بالإعلام الصهيوني وبالمشتغلات في الشأن النسائي في دولة الاحتلال إلى التطرق إليه في أكثر من مناسبة وفي أكثر من مقال وتحليل، ويعبر ما كتبته الكاتبة الإسرائيلية موران زير كاتزنشتاين في “القناة 12 ” العبرية عن القلق الذي يواجهه كيان الاحتلال من الحراك النسوي الغربي، ويمكن تلخيص مقال كاتزنشتاين بالتالي :
– سيعاني الإسرائيليون جميعا، من التعاطف المتنامي من قبل الحركات النسوية مع المقاومة الفلسطينية.
– بدلا من النزول إلى الشوارع والنضال من أجل حماية حقوقهن على أجسادهن، فإنهن يضعن كل طاقتهن في النضال الفلسطيني، وكلهن متمسكات بحماس، ويقُدن المظاهرات، خاصة الشبابية منها.
– ما أثار رعب السياسة الإسرائيلية هو اكتشافها أن النساء اليهوديات والإسرائيليات انضممن إلى هذه الحراكات النسوية.
– تزداد المعاناة الإسرائيلية خطورة في حال نجاح هذه التطورات النسوية الأمريكية من النجاح في تعزيز القوى التقدمية المحافظة، خاصة في مثل هذا الوقت الذي يقترب من الانتخابات في الولايات المتحدة”.
– هذه الحراكات النسوية المتصاعدة قد تقرر في هذه الأيام مستقبل السياسة القائمة في أمريكا.
إذا مشاعر القلق الإسرائيلي نابعة من قدرة النسويات في الغرب وبشكل خاص في أمريكا ف ي التأثير الواقعي والحقيقي في شكل السياسة الأمريكية في المستقبل.
والواقع نني لم أقرأ كلمة واحد سواء في الصحافة الأمريكية والأوروبية والإسرائيلية يبدي قلقه من النسويات العربيات بل أنهن غائبات حتى عن اهتمام العدو بهن. وربما يعود ذلك لضعف ادائهن في القضايا العامة والوطنية والقومية بشكل عام وتوجيه غالبية حراكهن في ملفات تبدو أمام القضايا الكبرى هامشية.
لقد استمات المنظمات والجمعيات النسائية والحقوقية في الدفاع عن حقوق النساء في التعليم والصحة والعيش في ظل حياة كريمة، لكنهن غرقن في صمت رهيب، منذ طوفان الأقصى، على الرغم من كل ما تعانيه النساء في غزة، من “إبادة” حيث التجويع والعطش والتهجير القسري وحالات تحرش من قبل جنود الاحتلال، وقلة نظافة، وصعوبة الولوج لأبسط مقومات الحياة السليمة.
في ظل الحرب الوحشية بتن يقمن بأعمال شاقة لا تتناسب مع طبيعتهن الجسدية، مثل تقطيع الحطب لطهي الطعام، والجلوس أمام النيران التي ينبعث منها دخان احتراق الخشب والأوراق لساعات طويلة في العراء وفقدان المعيل وما إلى ذلك.
حسابات قليلة فقط، بقيت صامدة على استمرارية النشر، والكشف عن معاناة النساء في قطاع غزة المحاصر والذي يعيش على إيقاع حرب قاسية من الاحتلال الإسرائيلي؛ على الرغم من تراجع التفاعل على حساباتهن، بينهن من يتابعهن ملايين المتابعين مثل حساب عدد من الصحفيات، وعدد من الناشطات والمشاهيرعلى منصات التواصل الاجتماعي، ممن خصصن حساباتهن للتأكيد على دعم حقوق الإنسان في غزة، والمطالبة بمقاطعة كافة المنتوجات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي ولو كلف الأمر خسارة التفاعل على حساباتهن.
لا يمكن لأي نسوية في العالم أن تكون نسوية حقيقية مهما كان عرقها أو دينها أو لغتها وهي صامتة أمام ما يحدث لنساء غزة، كل شعارات النسوية والإنسانية هراء أمام هذا الصمت عن المجازر التي تحدث بحق نساء غزة.
وربما تلعب حرية التعبير دورا في هذا المجال ففي المجتمعات العربية هناك قمع يطال الجميع رجالا ونساء، لكن خشية بعض الناشطات ومن لديهن متابعين كثير وخشية البعض من خسارة رضا الداعمين، حول بعض النسويات العربيات إلى فقاعة من الضجيج الذي يعيش على هامش المجتمع.
في النهاية هذا المقال يتعلق فقط بموقف بعض النسويات مما يجري في فلسطين وبشكل خاص في قطاع غزة، وليس كل النسويات فهناك صوات محترمة وشجاعة.

The post الاحتلال يخشى الحرك النسوي الغربي ولا يكترث بالعربي! appeared first on السبيل.

المصدر: موقع أخبار الأردن

© 2025 جميع الحقوق محفوظة - موقع أخبار الأردن

تقييم الخبر
يجب تسجيل الدخول للتقييم
متوسط التقييم: 0.0/5 (0 تقييم)