نذر مواجهة إقليمية.. هل تفتح “إسرائيل” بوابة الخليج على حرب كبرى؟
السبيل – خاص
مع تصاعد الهجوم المتبادل بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران؛ تتزايد المخاوف الدولية من انزلاق المنطقة إلى مواجهة عسكرية شاملة، قد لا تقتصر على الأطراف المباشرة، بل تمتد لتشمل الخليج العربي، وتهدد بتعطيل الأمن الإقليمي وتفجير أسواق الطاقة العالمية.
فعلى الرغم من التصريحات الأمريكية التي تؤكد عدم المشاركة في الهجمات الإسرائيلية الأخيرة؛ ترى طهران في الموقف الأمريكي دعمًا ضمنيًا، وهو ما قد يدفعها – وفق محللين – إلى استهداف مصالح أمريكية مباشرة في العراق أو دول الخليج، في محاولة لردع الاحتلال، أو لتأكيد جاهزيتها للرد متعدد الجبهات.
وفي هذا السياق؛ حذر جيمس لانديل، مراسل الشؤون الدبلوماسية في شبكة “بي بي سي”، من أن أي استهداف لمصالح أمريكية، لا سيما إذا أدى إلى مقتل جنود أو مواطنين أمريكيين، قد يجبر واشنطن على الدخول المباشر في المواجهة، ما يفتح الباب أمام تصعيد خطير يصعب احتواؤه.
ويشير التحليل إلى أن “إسرائيل” تفتقر إلى القدرة العسكرية الكافية لتدمير المنشآت النووية الإيرانية المحصّنة، مثل موقع “فوردو”، من دون دعم أمريكي مباشر. وهو ما يجعل أي عملية عسكرية إسرائيلية واسعة النطاق ضد المشروع النووي الإيراني، بمثابة استدعاء غير مباشر للتدخل الأميركي، سواء رغبت الإدارة الحالية في ذلك أم لا.
وتتزايد احتمالات توسع دائرة الصراع باتجاه الخليج العربي، حيث قد تتحول المنشآت النفطية والقواعد العسكرية التابعة لدول متحالفة مع الولايات المتحدة و”إسرائيل” إلى أهداف محتملة للرد الإيراني، خاصة أن طهران سبق وأن استهدفت منشآت “أرامكو” السعودية في عام 2019، في رسالة واضحة عن مدى استعدادها لاستخدام هذه الورقة في أي مواجهة إقليمية.
ويرى مراقبون أن فشل الاحتلال الإسرائيلي في تدمير مخزون اليورانيوم الإيراني المخصب بنسبة 60%، الذي يقترب من العتبة التقنية لصناعة سلاح نووي؛ قد يدفع إيران لتسريع برنامجها النووي كنوع من الرد الانتقامي. وهو ما من شأنه أن يغيّر معادلة الردع، ويحوّل الأزمة من صراع ردع إلى سباق تسلح نووي مفتوح في الشرق الأوسط.
وفي تطور لافت؛ تشير تقارير إعلامية إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يهدف فقط إلى عرقلة المشروع النووي الإيراني، بل يسعى إلى تغيير النظام السياسي في طهران. ورغم أن هذا الطرح قد يلقى دعمًا من بعض القوى الدولية، إلا أن التجارب المأساوية في العراق وليبيا تقدم دروسًا قاسية حول النتائج الكارثية لانهيار الدولة المركزية، وانتشار الفوضى.
وعلى الصعيد الاقتصادي، فإن أي تصعيد عسكري في مضيق هرمز أو البحر الأحمر – خاصة مع تكرار الهجمات الحوثية على الملاحة – سيؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط، ما سيفاقم أزمة المعيشة عالمياً. والمفارقة أن المستفيد الأكبر من هذا السيناريو قد تكون روسيا، التي قد تستغل ارتفاع أسعار النفط لتمويل حربها في أوكرانيا.
خلاصة القول؛ إن الوضع في الشرق الأوسط يقف على حافة هاوية جديدة، حيث تتقاطع الحسابات النووية والأمنية مع مصالح الطاقة والتحالفات الدولية. وفي حال استمر الهجوم المتبادل بين إيران والاحتلال؛ فإن المنطقة قد تكون على موعد مع أخطر تصعيد منذ عقود، في نزاع تتشابك فيه ملفات الردع، وتوازنات القوى، وصراعات الهيمنة.
The post نذر مواجهة إقليمية.. هل تفتح “إسرائيل” بوابة الخليج على حرب كبرى؟ appeared first on السبيل.
المصدر: موقع أخبار الأردن
© 2025 جميع الحقوق محفوظة - موقع أخبار الأردن