أخبار الأردن - آخر الأخبار المحلية والعالمية أخبار الأردن

قاصد محمود: إيران استوعبت الصدمة.. لماذا يعتبر ردها ناجحا؟

2025-06-16 1 مشاهدة محليات

السبيل- عمّان

قال الخبير العسكري قاصد محمود، إن الرد الإيراني على العدوان الإسرائيلي شكّل تطورًا مهمًا في ميزان المواجهة، مؤكدًا أن “الضربة الإيرانية لم تكن فقط عسكرية، بل كانت استراتيجية ونفسية، ونجحت في إرباك الداخل الإسرائيلي، وتثبيت معادلة ردع جديدة”.

وفي تصريح خاص لـ”السبيل”، أكد محمود أن “نقطة القوة الأساسية في الرد الإيراني، كانت في أنه حصل فعلاً، رغم حالة الصدمة التي سادت في الساعات الأولى بعد الضربة الإسرائيلية” قبل أن تستوعبها طهران، موضحًا أن “الهجوم الإسرائيلي السابق كان واسع النطاق، واستخدم وسائل متقدمة من الاختراق السيبراني والتكنولوجي، إلى جانب الطائرات المسيّرة التي استهدفت مواقع القيادة والسيطرة الإيرانية”.

وأضاف أن “الاختراق الإسرائيلي طال بنية النظام القيادي الإيراني، ليس فقط من خلال استهداف القادة الكبار الذين قُتلوا، بل عبر ضرب البنية التحتية التكنولوجية والعسكرية التي تدير منظومة الصواريخ والطائرات المسيرة”، مشيرًا إلى أن هذه الأنظمة متكاملة وشديدة التعقيد تكنولوجيًا، وبالتالي فإن تأثرها المباشر بالضربة أثار تساؤلات وشكوكًا حول إمكانية الرد في وقت قريب.

وبحسب محمود، فإن إيران “كانت في حالة من الذهول والصمت الإعلامي النسبي في الساعات الأولى، مقابل احتفال إسرائيلي صاخب وهجوم دعائي كبير، لكن سرعان ما تغير المشهد في نهاية ذلك اليوم، حيث بدأت أولى إشارات الرد، وإن كانت خفيفة في البداية”.

وتابع: “الرد الإيراني بدأ برشقة أولى متواضعة، ثم جاءت الثانية أقوى، وتبعتها رشقات ثالثة ورابعة حتى وصلت إلى ثماني أو تسع رشقات بحسب بعض التقديرات. حتى الرواية الإسرائيلية اعترفت بخمس أو ست رشقات على الأقل، ما يدل على تصاعد في مستوى الهجوم، وكثافته، وتخطيطه المسبق”.

ويرى الخبير العسكري أن أحد أبرز مؤشرات النجاح الإيراني تمثل في “قدرة الصواريخ على تجاوز أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية والأمريكية الموجودة داخل الأراضي المحتلة، رغم الكثافة الشديدة لهذه الأنظمة”، مؤكدًا أن “وصول الصواريخ إلى الأجواء الفلسطينية وحده يشكل 80% من النجاح العملياتي، بغض النظر عن دقة الإصابة أو نوع الهدف”.

وأشار محمود إلى أن “الكثافة العددية في إطلاق الصواريخ تؤثر بشكل مباشر على فاعلية الدفاعات الجوية، فكلما زادت الكثافة، زادت فرص الاختراق، وهو ما تحقق بالفعل”، مضيفًا: “بعض الأهداف تم إصابتها بدقة، مثل الهدف المدني في جنوب تل أبيب الذي أحدث دمارًا ملحوظًا رغم أن البناء في إسرائيل يتم وفق معايير من الأقوى في العالم”.

وأكد محمود أن “الضربة الإيرانية حملت بعدًا نفسيًا ومعنويًا شديد الأثر داخل إسرائيل، التي انتقلت خلال ساعات من نشوة الانتصار الإعلامي إلى حالة من الرعب والملاجئ”، مضيفًا أن “الرأي العام الإسرائيلي الذي اعتاد رؤية الدمار في غزة أو لبنان، وجد نفسه هذه المرة أمام مشهد مختلف تمامًا”.

كما أشار إلى أن الرد الإيراني “جاء برسالة مفادها أن طهران ليست عاجزة، وأنها قادرة على الرد، بل وعلى التدرج في التصعيد، وربما في مرحلة لاحقة تطلق رشقة واحدة مكونة من مئات الصواريخ، وهو تطور محتمل ومقلق جدًا بالنسبة لإسرائيل”.

وحول أفق المواجهة، قال محمود:من الواضح أن إيران لا تسعى إلى مواجهة شاملة، ولا ترغب بالوصول إلى صدام مباشر مع الولايات المتحدة، لأن العواقب ستكون كارثية ليس فقط على إيران، بل على المنطقة بأكملها، وربما على العالم.

وأضاف: “الهدف الإيراني الآن هو تأديب إسرائيل وردّ الاعتبار، والوصول إلى صيغة جديدة من توازن الردع، وليس الانجرار إلى حرب مفتوحة. وهذا أمر مدروس من قِبل القيادة الإيرانية”.

ورغم اعترافه بالتفوق الإسرائيلي في التكنولوجيا العسكرية، خصوصًا في مجالات الطائرات المسيرة، والاستخبارات، وأنظمة القيادة والذكاء الاصطناعي، قال محمود إن “إيران تملك عناصر قوة أخرى مهمة، أبرزها الجغرافيا الواسعة، والعمق البشري، والقدرة على التحمل، والتحصينات، وكلها تشكل موازنًا استراتيجيًا أمام التفوق التكنولوجي الإسرائيلي”.

وختم قائلاً: “ما فعلته إيران بهذا الرد هو تثبيت معادلة جديدة: أن ضربها لن يمر دون رد، وأنها قادرة على تجاوز الصدمة، والرد بحكمة وتصاعد وبوسائل تقلق إسرائيل وأمريكا في آنٍ واحد”.

The post قاصد محمود: إيران استوعبت الصدمة.. لماذا يعتبر ردها ناجحا؟ appeared first on السبيل.

المصدر: موقع أخبار الأردن

© 2025 جميع الحقوق محفوظة - موقع أخبار الأردن

تقييم الخبر
يجب تسجيل الدخول للتقييم
متوسط التقييم: 0.0/5 (0 تقييم)