الملك يعلن عن مبادرتين عالميتين في العقبة لدعم الاقتصاد الأزرق وحماية المحيطات
- الملك: الشعاب المرجانية في خليج العقبة أمل العالم لمواجهة التغير المناخي
- الملك يحذر من تهديدات المحيطات ويدعو لحلول عالمية مبتكرة
- الملك: المسطحات المائية تعد موردا حيويا مشتركا وعصبا لحياة المليارات من الكائنات الحية
أعلن جلالة الملك عبدالله الثاني عن إطلاق "مبادرات العقبة للاقتصاد الأزرق" و"المركز العالمي لدعم المحيطات"، في خطوة تهدف إلى تعزيز الجهود الدولية لحماية البيئة البحرية وتطوير تقنيات قابلة للتطبيق عالميًا.
وأكد جلالته أن هذه المبادرات تشكل فرصة لاختبار تقنيات جديدة يمكن تعميم استخدامها على مستوى العالم، بما يسهم في دعم مستقبل مستدام للمسطحات المائية.
اقرأ أيضاً: الملك يلتقي ماكرون ويؤكد حرص الأردن على توطيد العلاقات مع فرنسا في مختلف المجالات
وشدد الملك على أن المسطحات المائية تمثل موردًا حيويًا مشتركًا وأساسًا لحياة المليارات من الكائنات الحية، محذرًا من التهديدات المتزايدة التي تواجهها، مثل التغير المناخي والتلوث والاستغلال المفرط وفقدان التنوع البيولوجي.
وأشار جلالته إلى أن الدراسات العلمية أثبتت تمتع الشعاب المرجانية في خليج العقبة بمرونة استثنائية في مواجهة درجات الحرارة المرتفعة، ما يبعث الأمل في قدرتها على النجاة، ويجعل من المنطقة مختبرًا طبيعيًا فريدًا يمكن تسخيره لإنقاذ الشعاب المرجانية في مناطق أخرى من العالم.
وتاليا نص كلمة جلالة الملك:
"بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الرئيس ماكرون،
فخامة الرئيس تشافيس،
السيد الأمين العام،
أصحاب المعالي والسعادة،
إنه لمن دواعي سروري أن أنضم إليكم اليوم. واسمحوا لي أن أعرب عن تقديري للأمم المتحدة، ولمستضيفي هذا المؤتمر، فرنسا وكوستاريكا.
نحن نواجه الآن لحظة مفصلية تدعونا بإلحاح إلى إنقاذ محيطاتنا وبحارنا. فهذه المسطحات المائية تعد موردا حيويا مشتركا وعصبا للحياة للمليارات من الكائنات الحية.
ومع ذلك، فإن التهديدات مثل التغير المناخي والتلوث والاستغلال المفرط وفقدان التنوع البيولوجي، تعرضها للخطر بشكل مباشر.
أصدقائي،
اسمحوا لي أن أركز اليوم في خطابي على إحدى أهم المخاوف التي تراودنا، ألا وهي صحة الشعاب المرجانية في جميع أنحاء العالم.
تعد الشعاب المرجانية خط الدفاع الأول للتنوع البيولوجي الأزرق واستقراره. فهي تحمي السواحل، وتدعم مزارع الأسماك، وتدر التريليونات من الدولارات ذات القيمة الاجتماعية والاقتصادية.
ومع ذلك، وفي غضون مدة زمنية لا تزيد على حياة جيل واحد من البشر، فقدنا ما يقارب ثلثي الشعاب المرجانية في العالم.
من الضروري استعادة هذه الشعاب المرجانية التي خسرناها.
لقد تبنينا في الأردن، العلم والمعرفة كأداتين للتحول الإيجابي، إذ تشير الدراسات إلى أن الشعاب المرجانية في خليج العقبة تتمتع بمرونة استثنائية في مواجهة درجات الحرارة القصوى، وهذا يبعث الأمل في نجاتها، ويجعلها مختبرا فريدا يمكن تسخيره لإنقاذ الشعاب المرجانية حول العالم.
ولهذا السبب، يسعدني أن أعلن عن إطلاق الأردن لمبادرات العقبة للاقتصاد الأزرق والمركز العالمي لدعم المحيطات.
سيتيح هذا المركز الفرصة لاختبار التقنيات الجديدة القابلة للتطوير لأغراض الاستخدام على المستوى العالمي. ويضم هذا المركز مزرعة حديثة لتعزيز أعداد الشعاب المرجانية، وطابعة ثلاثية الأبعاد لتجديد ومعالجة هذه الشعاب.
وقد استفدنا في تطوير هذا المشروع من شراكتنا مع صديقي فيليب كوستو وغيره من الشركاء الدوليين، فنحن نعمل على تقديم نموذج ريادي للاقتصاد الأزرق المتجدد، يمكن تنفيذه لإنقاذ الشعاب المرجانية في البحار والمحيطات حول العالم.
تعكس هذه الشراكات أهمية الجهود المشتركة، فالتكنولوجيا وحدها لن تكون كافية؛ نحن بحاجة إلى شراكات شاملة، ومبتكرين عالميين، وعلماء ملمين بأحدث الأساليب. والأهم من ذلك، نحن بحاجة إلى المجتمعات المحلية المرتبطة بشكل عميق بالمحيطات، فخبراتها ضرورية للرعاية المستمرة للبيئة.
أصدقائي،
لقد اختار الأردن منذ فترة طويلة طريق الرعاية والتعافي، على الرغم من التحديات التي تواجهنا في منطقتنا.
لدينا أولويات وطنية حيوية لتحسين حياة الأردنيين، وقد يرى البعض أن السياسات المرتبطة بالمحيطات أو المناخ لا علاقة لها بهذه الأولويات، لكننا نحن في الأردن، كما العديد منكم هنا، نخالفهم في الرأي؛ فعندما تختار الدول حماية الطبيعة، حتى في ظل الصعوبات، فإنها تعزز من منعتها كدول وقدرتها على الصمود، وعندما يساهم العمل الجماعي في تجديد النظم البيئية، فإننا نوفر فرصا جديدة لتمكين الجميع من الازدهار والتقدم.
حان الوقت لنجعل الحلول الإيجابية المرتبطة بالطبيعة جزءا رئيسيا من الاستثمار العالمي. فلنحافظ على قلب كوكبنا الأزرق النابض، ونضمن ازدهار واستدامة محيطاتنا وبحارنا للأجيال القادمة.
شكرا لكم".
ويشارك جلالة الملك بالمؤتمر في إطار حرص الأردن على دعم المشاريع المرتبطة بقضايا البيئة والتنمية المستدامة، وجهود المملكة على المستوى الدولي بما يخص الموارد الطبيعية المشتركة.
ويعد المؤتمر فرصة للأردن لعرض إنجازاته والتحديات التي تواجه النظام البيئي والبحري بخليج العقبة، فضلا عن بناء شراكات واستقطاب استثمارات تهدف لحماية البيئة البحرية في المملكة وتعزيز الاستثمار في الاقتصاد الأزرق.
المصدر: موقع أخبار الأردن
© 2025 جميع الحقوق محفوظة - موقع أخبار الأردن