تعيين “صديق إسرائيل” رئيساً لمؤسسة غزة الإنسانية

إصرار صهيوني أمريكي لا يتوقف لدفع سكان قطاع غزة للتجمع في جنوب القطاع تمهيدا لتهجيرهم، لكن قبل ذلك تجويعهم وإبادة أكبر عدد منهم ودفعهم إلى مغادرة القطاع لتنفيذ مشروع ترامب- نتنياهو، أو الأمريكي- الإسرائيلي، الذي يعد جريمة حرب وإبادة جماعية ضد العرق العربي الفلسطيني.
بعد استقالة جيك وود، الجندي البحري الأميركي السابق، احتجاجا على ما وصفه بعدم قدرة المؤسسة على تنفيذ خطة توزيع المساعدات في غزة بما يتماشى مع المبادئ الإنسانية الأساسية، في ظل إشراف إسرائيلي مباشر على العملية.
عيّنت “مؤسسة غزة الإنسانية” العضو في اللجنة الأميركية للحرية الدينية الدولية، القس المسيحي الإنجيلي، جوني مور، رئيسا جديدا لها، وهو زعيم إنجيلي، ومستشار سابق للرئيس الأميركي دونالد ترامب في الشؤون الدينية .
ومور هذا، يعتبر “صديقا إنجيليا لإسرائيل”، وسبق له أن أدى دورا في جهود التواصل الأميركية مع حكومات الشرق الأوسط، بما في ذلك إبرام “اتفاقات أبراهام” لتطبيع العلاقات بين الاحتلال والدول العربية.
وقد أبدى انزعاجه من الانتقادات العلنية بشأن إطلاق مشروع “إغاثة غزة”، وتوجه إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في منشور في منصة “إكس”، قائلا إن التقارير التي تفيد باستشهاد فلسطينيين وإصابتهم أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات “كذبة ينشرها الإرهابيون”.
وهاجم التقارير الإعلامية التي تحدثت عن التمويل الغامض والانطلاق الفوضوي لمراكز التوزيع في غزة وعمليات القتل والقنص التي نفذها جيش الاحتلال ومرتزقته الأمريكان.
وتواصل الجهات الشريكة الكبرى انسحابها من المشروع العنصري الإجرامي، فقد أعلنت شركة “BCG” الأميركية للاستشارات، يوم الثلاثاء، إلغاء عقدها مع المؤسسة وسط تزايد التدقيق الإعلامي في أعمالها ومصادر تمويلها.
وترفض الأمم المتحدة والهيئات الإنسانية الشريكة التعاون مع هذه المؤسسة، معتبرة أن الخطة الإسرائيلية تنتهك المبادئ الإنسانية والقانون الدولي، وفاقمت من معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر، معتبرة أنها لا تمثل طرفا محايدا في العمل الإنساني. وصرح توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، بأن المؤسسة “تجعل المساعدات مشروطة بأهداف سياسية وعسكرية” وتستغل التجويع “كورقة مساومة”.
تعيين مور استفزاز ووقاحة وتهديد خطير لحياة آلاف الفلسطينيين الذين يتم تجويعهم ودعوتهم لتلقي المساعدات في أربعة مراكز يسيطر عليها جيش الاحتلال الفاشي والمرتزقة الأمريكيان، فهو أبدى تأييده العلني لاقتراح ترامب بأن تسيطر واشنطن على قطاع غزة، عبر منصة إكس، معلقا: “الولايات المتحدة الأمريكية ستتحمل المسؤولية الكاملة عن مستقبل غزة”.
نعم تريد أمريكا – ترامب تحمل مسؤولية غزة، لكن بعد أن يقوم نتنياهو وعصابته بإخلاء المكان من ساكنيه.
أمريكا شريكة بالكامل لكيان العدو، وتصويتها أمس في مجلس الأمن ضد قرار وقف الحرب تأكيد للمرة المئة لمشاركتها في جرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني.

The post تعيين “صديق إسرائيل” رئيساً لمؤسسة غزة الإنسانية appeared first on السبيل.