أخبار الأردن - آخر الأخبار المحلية والعالمية أخبار الأردن

فرص الاتفاق على تخصيب اليورانيوم وتخزينه بين مصر وإيران

2025-06-02 1 مشاهدة محليات

حازم عيّاد

هل من الممكن أن تشهد المنطقة العربية والإسلامية ميلاد اتفاقية دول غرب آسيا لتخصيب اليورانيوم وتخزينه، اسوة باتفاقية الجماعة الأوروبيَّة للفحم والصلب الموقعة عام 1951 الذي تحول نواة للسوق الأوروبية المشتركة في العام 1957 ، ومن ثم الاتحاد الأوروبي العام 1992.

التحليق في الخيال يساعد على فهم الواقع و حدوده الموضوعية، فالمفاوضات الإيرانية الأمريكية حول الملف النووي والتخصيب بلغت نقطة حرجة تبحث عن حل يجنب الطرفين الحرب والتصعيد في ظل الانسداد لإقليمي، و تهديدات الاحتلال الإسرائيلي بنسف المفاوضات، الذي سيمتد أثره على الاتفاقات الامريكية السعودية الخليجية لتحل مكانها اتفاقات صينية اكثر واقعية وقابلية للتطبيق كونها تخلو من عقدة الفيتو الإسرائيلي و تعقيدات الكونغرس الأمريكي.

المقترح الأمريكي البديل للفشل وانهيار المفاوضات كان إنشاء مركز إقليمي لتخصيب اليورانيوم وتخزينه، وهو مقترح بات محل تداول وقابل للنقاش إيرانيا، ما أمكن استنتاجه من زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الى القاهرة للقاء المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسيا، و وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الذي بدوره علق على لقاءات القاهرة بالقول: إن مصر مستعدة لدعم المسار السلمي بشأن الملف النووي الإيراني، دون ان يوضح كيف ذلك ، مع تأكيده طبعا احترام الدور والوساطة العمانية.

هل من الممكن ان تتحول مصر الى خيار يلجأ إليه لتخزين اليورانيوم وتخصيبه لسائر دول الإقليم الطامحة بإقامة مشاريع نووية كالسعودية والإمارات العربية وتركيا؟.

أمريكيا، الجواب نعم، فهذا لب الورقة الامريكية المقدمة من الجانب الأمريكي لإيران يوم اول أمس السبت على نحو يفتح الباب لإعادة ترتيب أوراق النفوذ الأمريكي واستعادة السيطرة التي تكاد تفقدها اميركا امام منافسيها الصين وروسيا.

الحديث عن الخيار المصري لم يأتي من فراغ فمصر تملك مفاعلا نوويا روسي الطراز في الضبعة وبنية تحتية تسمح بذلك، وهي فرصة أمريكية لأبعاد القاهرة عن موسكو والصين، وكذلك الحال مع تركيا التي تملك مشروعا نوويا بتقنية روسية، ولكن لابد من التذكير بأن إيران تملك مشروعا ناضج وبنية تحتية فائقة تجعلها مرشح قوي لتخزين اليورانيوم وتخصيبه على أراضيها، على نحو يرشح طهران للعب دور البلد المستضيف والمشرف على تخصيب اليورانيوم السعودي والإماراتي، ومستقبلا العراقي التي أعلنت اليوم الاثنين 2 حزيران/ يونيو وعلى نحو مفاجئ، نيتها الانضمام للنادي النووي بإنشاء (مفاعل فيزيائي تدريبي) باتفاق مع الصين، الامر الذي سبقه اليه الأردن ولكن بتكنولوجيا كورية جنوبية، وهذه فحوى الرسالة الإيرانية لدول الإقليم التي عبر عنها عراقجي بالقول: لن نتخلى عن تخصيب اليورانيوم على أرضنا.

الطرح الإيراني المضاد يفسر الإجابة الغامضة لوزير الخارجية المصري خلال المؤتمر الصحفي مع نظيره الإيراني كونها حمالة أوجه بقوله: ان مصر مستعدة لدعم المسار السلمي بشأن الملف النووي الإيراني.

ختاما .. الرد الإيراني جاء على شكل تحرك سريع وقائي وتفاعلي لمناقشة المقترح الأمريكي ومحاصرته، فزيارة عراقجي للقاهرة سيتبعها زيارات لعواصم أخرى في الإقليم والاهم لقاء مع غروسي مدير الوكالة الدولية للطاقة النووية، نوقش خلاله تقرير الوكالة، حيث أكدت طهران انه مبالغ فيه خصوصا كونه ادعى أن إيران خصبت ما يقارب 93 الف و450 كغم من اليورانيوم، وهو رقم كبير جدا ، لكنه في الآن ذاته يؤكد أهلية ايران لان تصبح المركز الإقليمي للتخصيب والتخزين ، ما ترفضه أميركا والكيان الإسرائيلي لغياب السيطرة وحضور الروس والصينيين القوي في إيران وتركيا ومصر.

The post فرص الاتفاق على تخصيب اليورانيوم وتخزينه بين مصر وإيران appeared first on السبيل.

المصدر: موقع أخبار الأردن

© 2025 جميع الحقوق محفوظة - موقع أخبار الأردن

تقييم الخبر
يجب تسجيل الدخول للتقييم
متوسط التقييم: 0.0/5 (0 تقييم)