“الكونفرنس” والدولة العتيدة

عبد الله المجالي
رفض الكيان زيارة وفد اللجنة الوزارية المكلّفة من القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المشتركة بشأن غزة إلى رام الله، واضطرار الوفد الذي يضم وزراء خارجية الأردن والسعودية والبحرين ومصر وأمين عام جامعة الدول العربية إلى إجراء لقاء مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عبر آلية الاتصال المرئي “الكونفرنس”، يحمل دلالات هامة.

ولعل أهم الدلالات هو أن السلطة الفلسطينية لا زالت منذ إنشائها قبل أكثر من ثلاثين عاما هي مجرد هيكل سياسي لا يملك من زمام أمره شيئا، علما أن الفلسطينيين كانوا يعتقدون أن اتفاق أوسلو هو الطريق الذي سيوصلهم إلى الدولة الفلسطينية العتيدة.

الدلالة الأخرى هي أن الكيان لا يقيم أي اعتبار حتى لدول تقيم علاقات دبلوماسية طبيعية معه، مثل الأردن ومصر والبحرين، ولا حتى لمن تأمل وتطمح أن تقيم علاقات معه مثل السعودية، فيما يتعلق بموقفه من الدولة الفلسطينية.

ودلالة أخرى هي أن موقف الكيان من أي شكل من أشكال الدولة الفلسطينية مرفوض تماما وتحت أي ظرف من الظروف، حتى لو كان الثمن هو التطبيع مع السعودية ومن خلالها مع العالم العربي والإسلامي.

كما تأتي خطوة الكيان الاستفزازية كرد على مؤتمر حل الدولتين الذي سيعقد في الـ 18 من حزيران القادم في نيويورك برئاسة السعودية وفرنسا، حيث تأمل الرياض بحشد أكبر عدد من الاعترافات بالدولة الفلسطينية، وربما يتوج باعتراف فرنسا رسميا بالدولة الفلسطينية.

يريد الكيان إرسال رسالة واضحة للجميع هي أنه الجهة الوحيدة التي لها حق قبول أو رفض قيام الدولة الفلسطينية، وأنه لو اعترف العالم كله بهذه الدولة فإنها ستبقى دولة على الورق فقط، أو في أحسن الأحوال دولة “كونفرنس” لا يستطيع أي مسؤول زيارتها والتواصل المباشر معها إلا عن طريق تقنية الاتصال المرئي “الكونفرنس”، وربما حتى هذه التقنية لن تجدي، إذ أن الكيان قادر على التحكم على تدفق الانترنت لها.

في المقابل يريد العرب القول إن تعنت الكيان واستفزازاته لن تثنيهم عن مواصلة جهودهم لقيام دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967، خصوصا وأن قناعة العرب قد ترسخت بعد السابع من أكتوبر بأنه لا يمكن ضمان أمن واستقرار المنطقة دون تحقيق الفلسطينيين لطموحاتهم وتقرير مصيرهم وإقامة دولتهم على أرضهم.

The post “الكونفرنس” والدولة العتيدة appeared first on السبيل.