“مجزرة ويتكوف”.. هاشتاغ يتهم المبعوث الأمريكي بالضلوع في مذبحة المساعدات

السبيل – خاص

تصاعدت موجة من الغضب الشعبي والاتهامات الموجهة للمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، على خلفية المجزرة التي وقعت صباح الأحد في رفح جنوبي قطاع غزة، حيث أطلقت قوات الاحتلال النار على حشود فلسطينية كانت تنتظر استلام مساعدات إغاثية، ما أسفر عن مقتل 31 شخصًا على الأقل، وإصابة العشرات بجروح متفاوتة.

وكان مئات المواطنين قد توافدوا في ساعات الصباح الأولى إلى مركز توزيع المساعدات التابع لما تُعرف بـ”مؤسسة غزة الإنسانية”، وهي شركة مدعومة أمريكياً وإسرائيلياً، حين تفاجأوا بإطلاق كثيف للنار من قبل آليات عسكرية متمركزة في محيط الموقع، إلى جانب قصف بطائرات مسيّرة.

وأفاد شهود عيان بأن الهجوم تسبب بحالة من الفوضى والذعر، حيث سقط عشرات المدنيين بين قتيل وجريح، في مشهد وصف بأنه مأساوي ومقصود، خاصة أن المدنيين كانوا قد توجهوا إلى الموقع بناءً على إعلان مسبق من الجهة الأمريكية المنظمة لتوزيع المساعدات.

وفي تطور موازٍ؛ أفادت مصادر طبية في مستشفى العودة بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، بوصول قتيل و16 جريحًا جراء إطلاق نار استهدف فلسطينيين قرب مركز توزيع آخر تشغله ذات الجهة، على محور نتساريم.

وتحت وسم “#مجزرة_ويتكوف #WittkoffMassacre”، حمّل نشطاء ومواطنون فلسطينيون المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف مسؤولية مباشرة عن المجزرة، معتبرين أن تصريحاته الأخيرة الرافضة لرد حركة حماس على مبادرة التهدئة قد أعطت غطاءً سياسياً للاحتلال لتصعيد عملياته القاتلة.

ووصف مراقبون تصريح ويتكوف بأنه “متسرّع وخطير”، حيث جاء في وقت حساس كانت تتشكل فيه بوادر لهدنة، لكنه بدلاً من دعم مسار التهدئة، بدا كمن يمنح شرعية ضمنية لارتكاب مزيد من الجرائم، حسب تعبيرهم.

وتحت وسم “مجزرة ويتكوف” قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني عبدالله عقرباوي: “هكذا يجب أن تسمى هذه المجزرة. المجزرة اليوم أثناء توزيع المساعدات هي برسم ستيف ويتكوف الذي يتبنى نتنياهو ويعمل على انقاذه بدعم حرب الإبادة والتجويع التي يشنها على غزة”.

وأضاف: “هذه هي المساعدات التي قال ويتكوف إنه يريد استخدامها للابتزاز السياسي للحصول على معلومات حول أسرى الاحتلال، تماما كما يستخدم التجويع لأغراض تفاوضية. وهذا هو الإرهاب بعينه”.

وتابع: “مجزرة جديدة بين يدي آلية الموت لتقديم المساعدات التي أصر عليها ويتكوف ونتنياهو والتي تؤكد وهم قدرة العدو على احتلال غزة واستقرار قواته فيها، وهو الخائف المرعوب من عزل ومجوعين ولكنهم أحرار”.

وختم بالقول إن “مجزرة اليوم لا بد أن تكون شرارة غضب شعبي مصري لفتح معبر رفح وإدخال البضائع والمساعدات إلى قطاع غزة مهما كلف ذلك”، مضيفا أن “العجز العربي هو قرار رسمي عربي لهزيمة غزة وكسر إرادة أهلها، وهو مختلق ومصطنع”.

ويأتي هذا الهجوم في سياق ما تصفه أوساط حقوقية بأنه استخدام ممنهج للتجويع كسلاح حرب، حيث يتحكم الاحتلال بمسار دخول المساعدات، ويفرض عبر مؤسسات غير شفافة توزيعاً غير آمن وخالياً من المعايير الإنسانية، في ظل غياب الأمم المتحدة وشركائها عن هذه الآلية.

ويخضع قطاع غزة، البالغ عدد سكانه أكثر من 2.4 مليون نسمة، لحصار خانق منذ أكثر من 8 أشهر، ترافق مع عدوان واسع النطاق خلّف حتى الآن أكثر من 178 ألف قتيل وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، وسط انهيار شامل للبنية الصحية والغذائية والخدماتية.

وبات المدنيون في القطاع عرضة متكررة لمجازر جماعية في مواقع توزيع المساعدات، ما يؤشر إلى استخدام واضح للمدنيين كأهداف في سياق الضغط العسكري والسياسي، وهو ما يعد من أخطر انتهاكات القانون الإنساني الدولي، خاصة في ظل غياب المساءلة أو المحاسبة.

The post “مجزرة ويتكوف”.. هاشتاغ يتهم المبعوث الأمريكي بالضلوع في مذبحة المساعدات appeared first on السبيل.