الأرض تئن تحت وطأة الحرارة.. مناطق تحطم الأرقام القياسية في العقد الأخير
- وكالة ناسا: السنوات العشر الماضية كانت الأسخن على الإطلاق
لم يعد الحديث عن ارتفاع درجات الحرارة مجرد تنبؤات علمية، بل أصبح واقعاً ملموساً يُسجَّل بالأرقام والإحصائيات، حيث شهدت الأعوام العشرة الماضية تصاعداً غير مسبوق في وتيرة الموجات الحارة وكسر الأرقام القياسية في مناطق واسعة حول العالم. تؤكد أحدث التقارير المناخية أن كوكبنا يواجه صيفاً أكثر سخونة عاماً بعد عام، مما يضع ضغوطاً هائلة على الأنظمة البيئية والصحة العامة والبنية التحتية.
وفقاً لبيانات وكالة ناسا، والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، وخدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي، فإن السنوات العشر الماضية كانت الأسخن على الإطلاق منذ بدء تسجيل البيانات الحديثة في عام 1880.
اقرأ أيضاً: خبراء يحذرون: ارتفاع حرارة الأرض ستؤدي لنشوب الحروب
وتشير إحصائيات عام 2024 الأخيرة إلى أنه كان العام الأكثر دفئاً على الإطلاق، متجاوزاً الرقم القياسي السابق المسجل في عام 2023. هذا يعني أن كل شهر تقريباً منذ يوليو 2023 وحتى أوائل عام 2025 شهد درجات حرارة قياسية عالمياً أو كان ضمن أعلى الدرجات المسجلة لنفس الفترة.
مناطق تحت حصار اللهيب: أين اشتد حر الصيف في العقد الأخير؟
الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA)تُعد هذه المنطقة من أكثر المناطق تضرراً من ارتفاع درجات الحرارة، حيث تجاوزت درجات الحرارة فيها غالباً عتبة الـ 50 درجة مئوية في أشهر الصيف.
الكويت والعراق: سجلت مناطق مثل البصرة والفاو في العراق، ومطار الكويت الدولي، درجات حرارة تجاوزت 53 درجة مئوية عدة مرات. ففي يونيو 2021، وصلت الحرارة في الكويت إلى 53.2 درجة مئوية.
السعودية وإيران: شهدت مناطق مثل الأحساء في السعودية وصحراء لوط في إيران درجات حرارة مرتفعة جداً، وقد سجلت صحراء لوط درجات سطحية تزيد عن 70 درجة مئوية (بالقياس بالأقمار الصناعية). في يوليو 2023، سجلت مدينة توربان الصينية رقماً قياسياً بلغ 52.2 درجة مئوية.
مصر، عمان، الإمارات: واجهت أيضاً موجات حر شديدة وكسرت أرقاماً قياسية محلية.
وادي الموت، كاليفورنيا، الولايات المتحدةرغم أن الرقم القياسي العالمي الرسمي يعود لعام 1913، لا يزال وادي الموت يسجل درجات حرارة عالية جداً بشكل مستمر. في يوليو 2023، وصلت الحرارة إلى 54 درجة مئوية.
كما سجلت مدن مثل بورتلاند وسياتل (الولايات المتحدة) وليتون (كندا) أرقاماً قياسية، حيث بلغت الحرارة في ليتون 49.6 درجة مئوية في يونيو 2021، وهو أعلى رقم يسجل في كندا.
جنوب آسيا (الهند وباكستان)تعاني هذه الدول من موجات حر متكررة تؤثر على حياة الملايين. سجلت سيبي في باكستان درجات حرارة تجاوزت 48 درجة مئوية، مما ضاعف الضغط على الموارد المائية وسُبل العيش.
أوروباتُعد أوروبا القارة الأسرع احتراراً.
في صيف 2021، سجلت صقلية في إيطاليا حرارة بلغت 48.8 درجة مئوية.
في عام 2022، أدت موجات الحر إلى وفاة أكثر من 60 ألف شخص.
في صيف 2024، وفقاً لتقارير كوبرنيكوس، شهد جنوب شرق أوروبا أطول موجة حر استمرت 13 يوماً وضربت أكثر من نصف المنطقة.
كما سجلت فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة درجات حرارة غير مسبوقة، إذ وصلت الحرارة في المملكة المتحدة إلى 40.2 درجة مئوية في يوليو 2022.
أجزاء من آسيا (مثل اليابان وسيبيريا)شهدت اليابان صيفاً قياسياً في عام 2023، فيما سجلت مناطق في سيبيريا درجات حرارة بلغت 38 درجة مئوية في يونيو 2020، في القطب الشمالي، في مؤشر خطير على تفاقم الاحترار العالمي.
الإحصائيات الأخيرة: 2024 نقطة تحول مقلقةعام 2024 كان الأدفأ على الإطلاق، حيث تجاوز متوسط الحرارة العالمية 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية للمرة الأولى في عام تقويمي كامل.
السنوات العشر الأخيرة (2015-2024) هي الأدفأ في السجلات الحديثة.
تقرير حديث صادر في مايو 2025 عن مؤسسات مناخية عالمية يشير إلى أن نحو 49% من سكان العالم (4 مليارات شخص) تعرضوا لما لا يقل عن 30 يوماً من الحرارة الشديدة خلال عام واحد.
كما أكد التقرير أن تغير المناخ الناتج عن النشاط البشري ضاعف عدد أيام الحرارة الشديدة في 195 دولة ومنطقة على الأقل.
إن هذه البيانات لا تترك مجالاً للشك في أن العالم يواجه واقعاً مناخياً جديداً يتطلب استجابة عاجلة وجماعية لمواجهة التحديات، والحد من آثار التغير المناخي المتسارعة على البشر والطبيعة والبنية التحتية.
المصدر: موقع أخبار الأردن
© 2025 جميع الحقوق محفوظة - موقع أخبار الأردن