أخبار الأردن - آخر الأخبار المحلية والعالمية أخبار الأردن

معركة نتنياهو للسيطرة على الشاباك تتجاوز غزة

2025-05-25 1 مشاهدة محليات

حازم عيّاد

ديفيد زيني، جنرال نتنياهو ومرشحه الوحيد لمنصب رئيس الشاباك المقبل خلفًا لرونين بار، أمضى حياته يتنقّل بين المدارس الدينية من القدس المحتلة إلى حيفا إلى الخليل، لينتهي به الأمر مقيمًا في مستوطنة “كيشت” في الجولان السوري المحتل.

زيني نموذج مثالي للصهيونية الدينية التي سعى نتنياهو لتمكينها داخل مفاصل الدولة في القضاء والجيش ومختلف أجهزتها المؤثرة، فزيني من حيث الجوهر لا يختلف عن الجنرال آفي بلوط، قائد المنطقة الوسطى، الذي حلّ مكان الجنرال يهودا فوكس كحاكم عسكري للضفة الغربية، بعد تهديدات اقتربت من التصفية الجسدية لفوكس من قبل المستوطنين في الضفة الغربية، ما دفع مدير الشاباك المقال، رونين بار، إلى تشديد الحماية الأمنية للجنرال فوكس، الذي آثر السلامة، وأعلن استقالته فيما بعد، رافضًا العروض المقدّمة من رئيس الأركان السابق هرتسي هاليفي بتعيينه نائبًا لرئيس الأركان.

تحقيقات رونين بار دفعته إلى تشديد الرقابة حول فوكس، وإلى توجيه انتقادات حادة لقادة الاستيطان في الضفة الغربية، وبشكل خاص الوزير إيتمار بن غفير وزميله بتسلئيل سموتريتش، ولكن لم يمضِ وقت طويل قبل أن يتحول رونين بار نفسه إلى هدف وضحية لتحالف نتنياهو مع سموتريتش وبن غفير، إذ أُطيح به لوقف التحقيقات الخاصة بمكتب نتنياهو في قضايا متنوعة تبدأ بتسريب المعلومات لصحيفة بيلد الألمانية ولا تنتهي عند ما سُمّي بقضية الأموال القطرية.

بار تحوّل إلى “ألم في المؤخرة” بالنسبة لنتنياهو، والتخلّص منه أصبح مسألة حياة أو موت، إذ يرفض أن يوقف التحقيقات التي تمسّ نتنياهو، كما يرفض تزويد المحكمة بتقارير أمنية تعفي نتنياهو من الشهادة أمامها في عدد من قضايا الفساد المنظورة.

الإطاحة برونين بار تعني مزيدًا من التغلغل للصهيونية الدينية في المؤسسات الأمنية على نحو يهدّد بتغيير شامل وعميق سيمتد أثره إلى التنسيق الأمني مع سلطة رام الله التي راهنت على حسين الشيخ للمرحلة المقبلة، كما سينعكس تعيينه سلبًا على العلاقة مع دول الجوار بقدر أعمق وأخطر مما يتركه على مسار الحرب في قطاع غزة والمفاوضات والوساطات، فحدود التغيير لن تتوقف عند غزة وقطاعها المنكوب بآلة الحرب والحصار والتجويع، أو الضفة الغربية وقدسها.

زيني نقطة تحوّل مهمة داخل مؤسسات الدولة، إذ يمثّل انزياحًا قويًا في موازين القوى، يُتوّج حالة الانتقال من الصهيونية العلمانية القومية نحو الصهيونية الدينية، وهو ما وصفه يائير غولان، نائب رئيس الأركان سابقًا وزعيم حزب الديمقراطيون، بالانقلاب الذي يقوده نتنياهو، وهو انقلاب بدأه فعليًا عام 1996.

ختامًا.. نجاح نتنياهو في تعيين زيني رئيسًا للشاباك له دلالة واحدة إن نجح: تتمثل بانزياح ميزان القوى داخل مؤسسات الدولة لصالح التيار الديني الصهيوني الاستيطاني على حساب التيار العلماني القومي المتطرف، وعلى نحو يسمح بإجراء المزيد من التغييرات المتسارعة لصالح هذا التيار. وهي المعركة الرئيسية والحقيقية التي يخوضها نتنياهو اليوم، وليست معركة غزة، كون بقائه مرتبطًا بقدرته على إزاحة خصومه وتمكين تيار الصهيونية الدينية في الأمن والجيش والاستخبارات والقضاء، قريبًا بإزاحة المستشارة القضائية بهراف، وهي مسألة تزيد من مستويات التوتر في الإقليم وداخل الولايات المتحدة، فالنفق يزداد ظلمة واستعصاء لصنّاع السياسات الإقليمية.

The post معركة نتنياهو للسيطرة على الشاباك تتجاوز غزة appeared first on السبيل.

المصدر: موقع أخبار الأردن

© 2025 جميع الحقوق محفوظة - موقع أخبار الأردن

تقييم الخبر
يجب تسجيل الدخول للتقييم
متوسط التقييم: 0.0/5 (0 تقييم)