أخبار الأردن - آخر الأخبار المحلية والعالمية أخبار الأردن

دمار واعتقال ونزوح.. حصيلة 5 أشهر من عدوان الاحتلال على مخيم جنين

2025-05-23 1 مشاهدة محليات

السبيل – الأناضول

للشهر الخامس يواصل جيش الاحتلال عدوانه على مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين شمال الضفة الغربية، محولا إياه إلى ما يشبه مدن الأشباح، بعد تدميره منازل وتفجير وإحراق أخرى وشق طرق.

وعلى أطراف المخيم وفي الأحياء المحيطة يقف السكان عاجزين، يقولون إن المخيم كان محطة انتظار لحين عودتهم إلى بلداتهم وقراهم التي هجروا منها عام 1948.

** بداية العدوان

وفي 21 يناير/ كانون الثاني الماضي، أطلق جيش الاحتلال عملية عسكرية سماها “السور الحديدي”.

ودمر الجيش منذ بدء العملية مئات المنازل وأجبر نحو 40 ألف فلسطيني على النزوح من مخيم جنين إضافة لمخيمي طولكرم ونور شمس، شمال الضفة، وفق بيانات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”.

ووفق “نادي الأسير الفلسطيني” فإن الجيش شن منذ 21 يناير الماضي حملة اعتقالات واسعة بالمحافظتين أسفرت عن اعتقال 1000 شخص في جنين وطولكرم، يشمل ذلك من يُعتقل ويُفرج عنه لاحقا.

ويقول خبراء إن عدوان الاحتلال تسبب بتغيير جغرافية المخيمات عبر هدم منازل وشق طرق فيها.

وتشير تقديرات رسمية فلسطينية، إلى أن جميع منازل ومنشآت المخيم تعرضت لضرر كامل أو جزئي جراء العدوان الإسرائيلي والتدمير والتجريف المتواصلين.

وقالت بلدية جنين إن 800 وحدة سكنية بالمدينة تعرضت لضرر جزئي، بالإضافة إلى هدم الجيش 15 مبنى في المدينة، وتركزت أغلبية الأضرار في المباني والمساكن بالحي الشرقي وحي الهدف.

وصعد جيش الاحتلال عملياته العسكرية بمدينة جنين ومخيمها حيث اقتحمهما بدباباته في 23 فبراير/ شباط الماضي وذلك للمرة الأولى منذ عام 2002.

فيما نصب في 23 أبريل/ نيسان الماضي بوابات حديدية على كافة مداخل المخيم المغلقة بسواتر ترابية في خطوة يقول الفلسطينيون إنها تسعى لفصل المخيم عن المدينة.

وبسبب استمرار العملية، تواصل العائلات الفلسطينية نزوحها القسري من المخيم، وتشير تقديرات البلدية أن عدد النازحين من المخيم والمدينة تجاوز 22 ألف فلسطيني.

** زيارة دبلوماسيين

والأربعاء، زار 32 قنصلا وسفيرا ودبلوماسيا عربيا وأجنبيا مدينة جنين برفقة وزارة الخارجية الفلسطينية للاطلاع على الأوضاع في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر.

لكن جنودا من جيش الاحتلال أطلقوا الرصاص تجاه الوفد وهو ما وصفته وزارة الخارجية الفلسطينية بالانتهاك الخطير للمواثيق والقوانين الدولية ولأبسط قواعد العلاقات الدبلوماسية المنصوص عليها في اتفاقية فيينا لعام 1961.

وذكر أحمد الديك مساعد وزير الخارجية الفلسطيني، أن “قوات الاحتلال الإسرائيلي وفي خرق للأعراف أطلقت الرصاص الحي عند وصول وفد دبلوماسي مكون من 32 سفيرا وقنصلا ودبلوماسيا إلى أحد مداخل المخيم”.

وأشار الديك الذي رافق الوفد إلى أن عملية الإطلاق تأتي “لترهيب وتخويف” الوفد وعدم السماح لهم بدخول المخيم المحاصر منذ 21 يناير 2025.

وندّد الديك بالسلوك الإسرائيلي، وطالب بوقف “العدوان الإسرائيلي على شعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة ومحاسبة ومساءلة إسرائيل”.

وقال الجيش، في منشور على منصة إكس: “جرى دخول منسق لوفد دبلوماسي إلى جنين، وعند تنسيق الدخول، تم منح أعضاء الوفد مسارا معتمدا يجب اتباعه نظرا لوجودهم في منطقة قتال نشطة”.

وادعى أنه “بحسب التحقيقات الأولية، فإن الوفد انحرف عن مساره ووصل إلى منطقة ممنوع البقاء فيها، وأطلقت قوة تابعة للجيش الإسرائيلي المتواجدة في النقطة طلقات تحذيرية، ولم تقع أضرار أو إصابات”.

ونفت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان، الادعاء الإسرائيلي.

كما نددت دول عربية وإسلامية وأوروبية ولاتينية بالاعتداء الإسرائيلي، واستدعت عدة دول السفراء الإسرائيليين لديها تنديدا بالاعتداء على الدبلوماسيين في جنين.

** محاولة لتسليط الضوء

ويقول رئيس بلدية جنين محمد جرار في تصريح، إن “زيارة الوفد الدبلوماسي لجنين فرصة لتسليط الضوء على ما يعانيه السكان والمخيم من عدوان إسرائيلي متواصل”.

وأضاف “نأمل أن يكون للزيارة صدى على مستوى العالم”.

وأشار إلى أن خسائر جنين المباشرة تقدر بـ 300 مليون دولار، وغير المباشرة بضعف المبلغ جراء العدوان المستمر.

وبين أن في جنين وحدها نحو 17 ألف نازح.

وطالب جرار بالعمل على إجبار إسرائيل على وقف العدوان والسماح للفلسطينيين بالعودة إلى المخيم والبدء بإعادة الإعمار.

** استثمار الحادثة

وقال مدير مركز يبوس للدراسات سليمان بشارات، إن “ما جرى في جنين هو بمثابة رسالة مباشرة أو غير مباشرة أرادتها إسرائيل لتحجيم دور الدولة الغربية فيما يتعلق بالانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في الضفة وغزة”.

وأضاف: “بناء على ذلك يجب أن يكون هناك تحرك في عدة اتجاهات لمحاولة تقليل التأثير الإسرائيلي أو التهميش الإسرائيلي للدور الدبلوماسي”.

وتابع بشارات: “حادثة إطلاق النار تجاه الوفد الدبلوماسي يمكن أن تعزز الموقف الدولي ضد السياسات الإسرائيلية”.

وعما جرى في جنين وكيفية التعامل معه دبلوماسيا، رأى أنه “يمكن أخذ الحادثة كشاهد جلي على طبيعة الممارسات الإسرائيلية ضد المدنيين العزل الفلسطينيين”.

وذكر أنه “يجب عدم التعاطي مع الحادثة على أنها عرضية بل هي حادثة ممنهجة لأن البعثات الدبلوماسية لا تتنقل إلا بعلم وتنسيق مسبق مع الاحتلال”.

وأكمل: “هذا يمكن أن يشكل بداية انتهاك لمقررات القانون الدولي والمواثيق التي تحمي البعثات الدبلوماسية في مناطق النزاع ويمكن تحويل الانتهاك إلى ملف وتقرير يرفع للمؤسسات الدولية بما فيها الأمم المتحدة”.

وأشار إلى أهمية استثمار الحادثة في الخطاب الفلسطيني الرسمي والإعلامي لأنها تشكل منطلقا مهما ويمكن البناء عليها لطلب تدخل دولي لحماية الفلسطينيين.

The post دمار واعتقال ونزوح.. حصيلة 5 أشهر من عدوان الاحتلال على مخيم جنين appeared first on السبيل.

المصدر: موقع أخبار الأردن

© 2025 جميع الحقوق محفوظة - موقع أخبار الأردن

تقييم الخبر
يجب تسجيل الدخول للتقييم
متوسط التقييم: 0.0/5 (0 تقييم)