سلاح التجويع بكاتم صوت متفجر

تتواصل الاستعدادات الإسرائيلية لتنفيذ ما يعرف بخطة توزيع المساعدات في قطاع غزة، بآلية بعيدة عن عمل مؤسسات الأمم المتحدة أو المؤسسات الدولية والإغاثية، وبإشراف شركة أمنية أميركية.

المنظمات الدولية والاممية التابعة للأمم المتحدة برفضها التعاون مع الاحتلال كشريك في تسليح الجوع والإغاثة الإنسانية احرجت نتنياهو والولايات المتحدة ودفعتها للبحث عن شركاء اقليميين لشرعنة اجندة الاحتلال وسياساته عبر شركات أمريكية ذات بعد أمني.

الخطة الإسرائيلية بتسليح المساعدات الإنسانية على ضجيجها مطلقة العنان لمعارضة دولية متدحرجة في أوروبا والمعسكر الغربي، بدأت على شكل إعلانات وتحذيرات ودعوات بإدخال المساعدات ووقف الحرب، وانتهت الى قرارات أوروبية وبريطانية وكندية وأسترالية لتقييد التعامل مع الكيان الإسرائيلي عسكريا وتجاريا وثقافيا.

ضغوط حاول نتنياهو تجاوزها عبر المراوغة وكتم صوت جريمته بحشوة تجمع بين الجانب الأمريكي الذي طرح (مؤسسة غزة الإنسانية) كشريك وشركات خاصة أمريكية، واطراف إقليمية مقربة من الجانب الإسرائيلي في محاولة لكبح ضجيج سلاح التجويع وحرب الإبادة على قطاع غزة، وهي محاولة محترقة ومهترئة سياسيا لم تخفي ضجيج الجريمة ولم تفلح في منع الدول الأوروبية عن مناقشة فرض عقوبات على وزراء في حكومة الائتلاف الحاكم كما لم تمنع الشهود من الادلاء بشهادتهم من داخل الكيان ومنظومته الأمنية من أمثال يائير غولان ويهودا باراك ويهودا اولمرت وموشيه يعلون وقائمة طويلة لا تكاد تنتهي.

مناورة نتنياهو للحفاظ على زخم العملية العسكرية والمضي قدما في جريمة التجويع لم تفلح في كتم صوت سلاح التجويع وتبييض صفحة الاحتلال، فالإجراءات المتدحرجة أوروبيا ودوليا لعزل الكيان ومعاقبته وملاحقة قادته مرشحة للمضي قدما، فالقاطرة انطلقت وإن أفلح نتنياهو في ابطائها فانه لن يتمكن من وقفها بألاعيب مكشوفة وأساليب قديمة ومهترئة.

The post سلاح التجويع بكاتم صوت متفجر appeared first on السبيل.