أخبار الأردن - آخر الأخبار المحلية والعالمية أخبار الأردن

الاغتيالات الإسرائيلية تُفشل نفسها.. و”حماس” تزداد تماسكاً

2025-05-20 1 مشاهدة محليات
<p> </p>
<p>السبيل – خاص</p>
<p>في خضمّ الحرب المفتوحة التي يشنّها الاحتلال على قطاع غزة؛ تتواصل محاولات الاغتيال التي تستهدف قيادات حركة “حماس” وذراعها العسكري “كتائب القسام. لكن، وفي ظل هذه الهجمة، تبرز أصوات في الصحف الإسرائيلية تحذر من وهم النتائج المرجوّة من تلك العمليات.</p>
<p> </p>
<p>من بين تلك الأصوات الكاتب والصحفي المختص بالشأن الإسرائيلي جاكي خوري، الذي كتب في صحيفة “هآرتس” العبرية تحليلاً يظهر أن الاحتلال يخوض معركته ضد المقاومة بعقلية أمنية عقيمة أثبتت فشلها مراراً.</p>
<p> </p>
<p>وفي مقاله؛ لفت خوري إلى أن الاغتيال المزعوم لمحمد السنوار في خانيونس، وإن تحقق، فلن يُحدث تحولاً جوهرياً في مواقف “حماس”، بل سيكون مجرد إنجاز رمزي، مشدداً على أن هذه “الانتصارات” الموهومة لن تُغيّر الواقع السياسي، وأن ثمن استئناف القتال سيدفعه الأسرى الإسرائيليون أنفسهم، وليس المقاومة.</p>
<p> </p>
<p>ومنذ بداية العدوان؛ يستمر الاحتلال في ضخ أوهام عن “انعطافات استراتيجية” قادمة بعد اغتيال هذا القائد أو ذاك. يقول خوري إن هذه التقديرات تكررت بعد اغتيال يحيى السنوار، ومحمد الضيف، وحتى إسماعيل هنية وأفراد من عائلته، لكن “حماس” لم تتزحزح عن مواقفها، بل ما زالت تشترط لنجاح أي صفقة تبادل: وقف الحرب، وانسحاب الجيش من القطاع.</p>
<p> </p>
<p>ويُبيّن الكاتب أن مواقف “حماس” ليست تكتيكاً تفاوضياً، بل هي موقف وجودي يعبّر عن صلابة الحركة وثقتها بجذورها الجماهيرية. ويضيف: “أي صفقة تُنجز تحت القصف ستُعتبر استسلاماً، وهو ما لا يمكن لأي قائد في حماس قبوله، لا سياسياً ولا شعبياً”.</p>
<p> </p>
<p>ولا يقتصر تحذير خوري على فشل الأهداف، بل يمتد ليُبرز أن سياسة الاغتيالات قد تُفرز نتائج عكسية. فحين تتوزع القيادة ويختفي مركز القرار، تصبح إدارة أي مفاوضات أكثر تعقيداً، خاصة إذا أصبح كل أسير لدى خلية مختلفة من دون تنسيق مركزي. وهذا التفتت لن يؤدي لتفكيك “حماس”، بل إلى إعادة تموضع القوة داخلها بطريقة أكثر مرونة ولامركزية.</p>
<p> </p>
<p>كما ينقل خوري أن من تبقى من القادة الميدانيين، خصوصاً في المستويات المتوسطة، أكثر صلابة وأقل قابلية للتفاوض، فهم يتحركون في ظروف خطيرة، ويعتبرون أن القبول بأي صفقة بشروط الاحتلال يُعادل “الانتحار السياسي والميداني”.</p>
<p> </p>
<p>ورغم محاولات التفكيك؛ يشير خوري إلى أن “حماس” أثبتت قدرتها على الحفاظ على الهرمية التنظيمية والتماسك الداخلي، بل التزمت بما تم الاتفاق عليه خلال فترات التهدئة المؤقتة وتبادل الأسرى، وهو ما يعكس قدرة بنيوية حقيقية.</p>
<p> </p>
<p>ويختم خوري مقاله بتحذير واضح: “من يعلّق آماله على سياسة الاغتيالات سيخيب أمله. هذه العمليات قد تُشكّل إنجازاً إعلامياً، لكنها لا تُقدّم حلولاً على الأرض. وإذا لم يتغير شيء جوهري في رؤية الاحتلال للتسوية، فإن الاغتيالات ستُبقي المشهد عالقاً، بلا صفقة، وبلا أفق”.</p>
<p> </p>
<p>هذا التحليل، الصادر عن كاتب مختص يُتابع الحدث من عمق الإعلام العبري، يُعيد التأكيد على حقيقة لطالما عرفها أبناء المقاومة: أن الصراع مع الاحتلال ليس صراع أفراد، بل صراع إرادات، وأن دماء القادة لا تُضعف الحركات الحيّة، بل تُجدّد طاقتها وتُصلّب مواقفها.</p>
<p>The post الاغتيالات الإسرائيلية تُفشل نفسها.. و”حماس” تزداد تماسكاً appeared first on السبيل.</p>
تقييم الخبر
يجب تسجيل الدخول للتقييم
متوسط التقييم: 0.0/5 (0 تقييم)