أخبار الأردن - آخر الأخبار المحلية والعالمية أخبار الأردن

أوروبا إذ تلامس حافة العقوبات دون الإندفاع نحوها

2025-05-19 0 مشاهدة محليات
<p>تكاثرت تصريحات المسؤولين الأوروبيين الذين رفضوا سياسة التجويع و المجازر التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين، ما ذهب اليه مؤخرا وزير الخارجية الهولندي و الرئيس الفنلندي و رئيس المجلس الأوروبي، و سبقهم الى ذلك وزير الخارجية الايرلندي ورئيس الوزراء الاسباني بوصفهم ما يحدث في قطاع غزة بالمجازر وجرائم الحرب.<br>
تحولات النخبة الأوروبية اكدتها تصريحات رئيس الجمهورية الفرنسية ايمانويل ماكرون ووزير خارجيته، والى حد اقل قادة الدبلوماسية الألمانية التي لازالت متحفظة في التوصيف وفي درجة الاندفاع نحو ادانة الاجرام الإسرائيلي ومناقشة توصيفاته.<br>
التصريحات الأوروبية اليوم تكاد تلامس سقف العقوبات التي أعلنت عنها نقابات عمال النرويج بإعلانها مقاطعة الاحتلال الإسرائيلي، فالمواقف الأوروبية المعلنة لم تأني من فراغ بل من حقائق على الأرض ولدت ضغطا شعبيا في الشارع الأوروبي لم تتمكن الدول الأوروبية ترجمته بعد الى مواقف و سياسيات، او الى إجراءات عقابية رسمية للدول او للاتحاد الأوروبي.<br>
رغم ذلك فان الاقتراب من سقف العقوبات في ظل الأداء الإسرائيلي الذي يقدمه نتنياهو وأعضاء حكومته وجيشه باستخفاف شديد ، يجعل العقوبات امر ممكنا ومقبولا في المدى القصير ، اذ ادخل نتنياهو وباستخفاف شديد تسع شاحنات الى القطاع بالتوازي مع تكثيف عمليات القصف ليلا على جاعلا من ادخال المزيد عملية مستحيلة بحسب صحيفة الواشنطن بوست، و الأهم بدون معنى باستهدافه مخازن الطعام والأدوية في المستشفيات التي تفرغ الشاحنات فيها حمولتها، فما يدخله ليلا يدمره و يحرقه فجرا .<br>
ملامسة سقف العقوبات والاقتراب من حافتها إسرائيليا اصبح اقرب للحقيقة اليوم منه للخيال بعد تهديد بريطانيا وفرنسا وكندا في بيان مشترك مساء اليوم الاثنين فرض عقوبات في حال مواصلة سياسية الاستيطان في الضفة الغربية، فاذا كان الاستيطان سبب في العقوبات فان الحالة الإنسانية وجرائم الحرب في قطاع غزة سبب اقوى ومستعجل.<br>
جل ما تسعى اليه أوروبا الى لحظتها الراهنة المناورة لتجاوز الضغوط الداخلية ، و التهرب من المسؤولية الأخلاقية والقانونية عبر دبلوماسية التصريحات والبيانات متجنبة التزاماتها تجاه المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل والقرارات الأممية الصادرة عن الأمم المتحدة ومؤسساتها.<br>
فالمواقف الأوروبية وان لامست وقف التعاون في بعض المجالات العسكرية سواء التصدير او الاستيراد، او عبر مواقف هيئات أهلية ومدنية أوروبية بفرض عقوبات كان اخرها اعلان نقابات عمال النرويج قطع العلاقات مع الكيان الإسرائيلي، لم ترقى الى إجراءات رسمية أوروبية على مستوى الدول ومؤسسات الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات واتخاذ إجراءات رادعة ومعيقة لمواصلة الاحتلال جرائمه وعدوانه، فأوروبا تسير على الحافة العقوبات دون ان تتجاوزها على امل ان يدفع ذلك نتنياهو لتعديل سياساته و التنخي جانبا لغيره.<br>
ختاما .. امام صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته في قطاع غزة والضفة الغربية، فإن صمود المؤسسات الرسمية الأوروبية يتأكل على نحو متسارع، بفعل التحولات في الوجدان والبنى السياسية والاجتماعية الأوروبية، و بفعل الاستجابة البلهاء التي تشبه نتنياهو وحكومته وجيشه المتطرف الفاشي الاجرامي، فلا هو قادر على الحسم العسكري ولا هو قادر على المناورة سياسيا واعلاميا بما يسمح لأوروبا وأميركا بالمناورة في بيئتها الداخلية والدولية على نحو فاعل.</p>
<p>The post أوروبا إذ تلامس حافة العقوبات دون الإندفاع نحوها appeared first on السبيل.</p>
تقييم الخبر
يجب تسجيل الدخول للتقييم
متوسط التقييم: 0.0/5 (0 تقييم)