أخبار الأردن - آخر الأخبار المحلية والعالمية أخبار الأردن

احتلال بلا أفق.. كيف كشفت غزة حدود القوة الإسرائيلية وفضحت “وهم النصر”؟

2025-05-18 0 مشاهدة محليات
<p><strong>السبيل – خاص</strong><br>
بعد أكثر من عام ونصف العام على بدء العدوان الشامل على قطاع غزة، يجد الاحتلال الإسرائيلي نفسه في مأزق استراتيجي غير مسبوق.</p>
<p>فمنذ 7 أكتوبر 2023 وهو يشن واحدة من أعنف الحروب في تاريخه، متوعدًا بـ”تدمير حماس وتحقيق نصر شامل”، لكنه حتى اللحظة، لم يحقق سوى استنزاف عسكري واقتصادي داخلي، وخسائر سياسية عميقة، فيما تبقى المقاومة الفلسطينية حاضرة وفعالة ميدانيًا، رغم حجم التدمير والإبادة الجماعية التي ترتكب بحق السكان.</p>
<p>وفي هذا السياق؛ نشر المراسل العسكري عامي روخاكس دومبا في مجلة “يسرائيل ديفينس” (دورية إسرائيلية متخصصة في الشؤون العسكرية والأمنية، تُعد مرجعًا مهمًا داخل الدوائر الأمنية والعسكرية في الكيان) مقالًا لافتًا يعكس الاعتراف بفشل خطاب النصر، وغياب أي خطة سياسية واضحة لما بعد الحرب.</p>
<p>وأشار دومبا بوضوح إلى أن “الاحتلال الكامل للقطاع لن يُنهي الحرب، بل سيُحوّلها إلى روتين مكلف ومستمر”، محذرًا من “انزلاق إسرائيل إلى مستنقع بلا نهاية أو استراتيجية خروج”، وهو ما يُمثل تحوّلًا لافتًا في الخطاب العسكري بعيدًا عن لغة السياسيين وشعاراتهم الفارغة.</p>
<p><strong>الاحتلال عاجز عن بناء بدائل</strong></p>
<p>ومن أبرز ما ورد في المقال أن الاحتلال يُدرك تمامًا أن القوة العسكرية، مهما بلغت، لا تستطيع خلق واقع سياسي مستقر، وأن “تفكيك حماس من الحكم” ليس مشروعًا واقعيًا، بقدر ما هو هروب من الاعتراف بعجز الاحتلال عن بلورة أي نظام بديل قابل للحياة.</p>
<p>عدا عن ذلك؛ فإن السلطة الفلسطينية مرفوضة من قبل “إسرائيل” كخيار وفق الكاتب، والقوة الدولية أُجهضت بفيتو أمريكي وإسرائيلي مشترك، والدول العربية – بما فيها المطبّعة – ترفض الانخراط في مشروع “احتلال ناعم” لغزة. وهكذا؛ يجد الاحتلال نفسه محاصرًا بين خيارين: إما حكم عسكري مباشر باهظ الكلفة، أو استمرار مقاومة لا تُهزم.</p>
<p>المقاومة، من جانبها، تُظهر قدرة على التكيف والبراغماتية. فهي تُحافظ على بنيتها العسكرية رغم كل ما تعرضت له غزة، وتُدير معركة استنزاف طويلة النفس، وتُحافظ على مشروع تحرري متماسك، مدعوم شعبيًا، ومسنود إقليميًا، ومتمايز استراتيجيًا عن العجز الإسرائيلي.</p>
<p><strong>المقاومة تفرض معادلتها</strong></p>
<p>ما تفعله المقاومة الفلسطينية منذ اليوم الأول هو فرض معادلة ميدانية جديدة، مفادها أن الاحتلال مكلف سياسيًا، وعاجز استراتيجيًا، ولا يملك القدرة لا على الحسم العسكري، ولا على إدارة غزة، ولا حتى على تسويق رواية نصر لجمهوره.</p>
<p>وفي المقابل؛ يراهن الاحتلال على إطالة أمد المعركة وتحقيق “الإنهاك”، لكنه يُقابل بجبهة مقاومة تزداد صلابة، وتوسع حضورها الرمزي والفعلي داخل وخارج فلسطين، وتجعل من كل يوم إضافي في الحرب عبئًا مضاعفًا على القيادة الإسرائيلية.</p>
<p>وختاما؛ من داخل الصحافة العسكرية الإسرائيلية، وتحديدًا عبر مقال عامي روخاكس دومبا، تتكشف أزمة بنيوية في عقل الاحتلال: يريد الخروج من الحرب منتصرًا، لكنه لا يعرف إلى أين يذهب، ولا مع من يتفاوض، ولا كيف ينسحب، ولا بأي ثمن.</p>
<p>في المقابل، تُظهر المقاومة أنها ليست مجرد رد فعل، بل مشروع يحمل أدواته، ورؤيته، وقدرته على فرض ثمن سياسي واستراتيجي على المحتل. وما بين احتلال بلا أفق، ومقاومة بثبات متجدد، يتضح أن من يمتلك الأرض والمبدأ، هو من يرسم مآلات المعركة، حتى لو تأخّر الحسم السياسي.</p>
<p>The post احتلال بلا أفق.. كيف كشفت غزة حدود القوة الإسرائيلية وفضحت “وهم النصر”؟ appeared first on السبيل.</p>
تقييم الخبر
يجب تسجيل الدخول للتقييم
متوسط التقييم: 0.0/5 (0 تقييم)