لماذا السعودية الاولى في جولة ترمب؟
<p>يفوق التبادل التجاري ما بين السعودية و الصين ثلاث اضعاف مثيله مع الولايات المتحدة، اذ يقدر باكثر من 100 مليار دولار في حين لا يتجاوز 30 مليار دولار مع الولايات المتحدة الامريكية.<br>
لا يختلف الامر مع دولة قطر والامارات العربية المتحدة، و عموم دول الخليج العربي، فتجارة الصين مع دول مجلس التعاون الخليجي تقارب 270 مليار دولار في حين لاتتجاوز 95 مليار دولار مع اميركا.<br>
نقاط الضعف شبيه بنقاط القوة الامريكية، فالاستثمارت السعودية في سوق السندات الامريكية تقدر 127 مليار دولار تقابلها استثمارات تقارب 700 مليار في السوق الامريكية، وهي استمثارات يمكن ان تتبخر بسهولة لتتحول الى الصين بتاثير من الحرب التجارية والقيود الجمركية الامريكية التي اضعفت الثقة بالاقتصاد الامريكي.<br>
الخليج العربي والمنطقة العربية ثغرة كبيرة في الاستراتيجية الامريكية لمحاصرة الصين وروسيا ونقطة ضعف جيوسياسية واضحة في حربها التجارية حالها كحال ايران وباكستان.<br>
ثغرة قابلة للاتساع بفعل الاستعداد الصيني للانفتاح على المنطقة العربية والاسلامية دون اثمان اوكلف سياسية واجتماعية وثقافية باهظة لشعوب المنطقة وانظمتها السياسية، خصوصا بعد العدوان والمجازر الاسرائيلية المدعومة امريكيا في قطاع غزة.<br>
ثغرة تفسر الانكباب الاميركي على المنطقة العربية ، فالصين وسعت من مروحة الخيارات العربية، فخلال الاسابيع القليلة الماضية وقعت المملكة السعودية تفاهمات مع الصين لدعم برنامجها النووي بالتزامن مع اعلان وزير الطاقة الامريكي (كريس رايت) نية بلاده عقد اتفاقات لتصدير التكنولوجيا النووية المدنية خلال زيارتة للسعودية نيسان /ابريل، وبدون شرط التطبيع مع الكيان الاسرائيلي الذي بات عائق امام تطوير اميركا استراتيجيتها لمواجهة الصين روسيا.<br>
الاستراتيجية الامريكية ظهرت هشة وغير متماسكة رغم العرض القوي الذي قدمه دونالد ترمب في العالم والمنطقة خلال اشهره الثلاث الاولى في البيت الابيض، كان اخرها حشد حاملتي طائرات لمواجهة حركة انصار الله الحوثية في اليمن الى جانب قاعدة جزيرة (ديغو غارسيا) في المحيط الهندي، لينتهي به الحال الى وقف القتال والانسحاب من المواجهة على أمل أن يمهد الطريق لزيارته الى المملكة السعودية وقطر والامارت التي يعول عليها لتوقيع اتفاقات ترليونية تساعده في بناء استراتيجية متماسكة ومواجهة منتقديه في الولايات المتحدة من رجال المال والاعمال ووقف نزيف شعبيته في الداخل الاميركي.<br>
الجمع بين المنتاقضات كلف دونالد ترمب الكثير من الجهد والمناورة بدءا بوقف العمليات الحربية ضد حركة انصار الله في اليمن، والمضي قدما في المفاوضات مع طهران والانسحاب من شرق سوريا، والاعلان عن اتفاقات تشمل تصدير التكنولوجيا النووية الى العربية السعودية دون توقيع اتفاقات تطبيع مع الكيان الاسرائيلي، ومن ثم اضطراره للضغط على الهند لوقف جولة القتال مع الباكستان ودعوتها لمفاوضات مستقبيلة تشمل مصير اقليم جامو وكشمير متجاوزا طموحات رئيس الوزراء الهندي المتطرف ناريندرا مودي، وهي متناقضات عكست مرونة كبيرة لدى شركائه و حلفائه في الهند والمنطقة العربية ، افتقدها ترمب بشكل واضح لحظة تعامل مع نتنياهو وقادة الكيان الاسرائيلي بممانعة كبيرة ومزعجة في قطاع غزة لحظة احتاجهم.<br>
ايران والباكستان بل وتركيا لم تعد المعضلة الاستراتيجية لامريكية بل الكيان الاسرائيلي وحكومة نتيناهو بأدائه السياسي والعسكري، وفقدانه المرونة المطلوبة في ظل اليمين الاسرائيلي الذي يتزعمه ، اذ يبدو الكيان متطلبا تجاه سوريا و تركيا وايران والسعودية وباكستان، متجاوزا حركة حماس وقوى المقاومة في الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان نحو فضاء اقليمي لا ينتهي.<br>
السيولة الجيوسياسية في المنطقة حالة مستعصية عجزت عنها الالة العسكرية الامريكية و الدبلوماسة الترمبية ، فحادثة الصدام البحري بالقرب من ميناء جبل علي في الامارات العربية قبل يومان من زيارة ترمب تذكير بما يحدث في ميناء بورت سودان على البحر الاحمر وبهشاشة الاجراءات الامريكية في البحر الاحمر وكشمير، فالازمات والصراعات تجعل من الصعوبة بمكان بناء استراتيجية امريكية متماسكة.<br>
ختاما .. انطلاقه جديدة لدونالد ترمب بعد مائة يوم على الرئاسة تبدوا متعثرة من غزة الى بورت سودان في البحر الاحمر و جبل علي في الخليج العربي، وليس انتهاءا بكشمير و اعالي المحيط الهندي بالقرب من مضيق ملقة ، فالمناطق جلها تنتمي الى العالم الاسلامي الذي تعاديه اميركا في فلسطين وكشمير في حين تريده حليفا لها في مواجهة الصين وروسيا، الامر الذي جعل من السعودية رهان دونالد ترمب الاول والاخير لاحداث انطلاقة جديدة فالموضوع لا يقتصرعلى بالمال فقط، بل يتعداه نحو الابعاد الجيوستراتيجية والولاية الدينية والحضارية للعربية السعودية، فالزيارة ولاجل المصادفة تقارب موسم الحج الى مكة المكرمة.</p>
<p>The post لماذا السعودية الاولى في جولة ترمب؟ appeared first on السبيل.</p>
لا يختلف الامر مع دولة قطر والامارات العربية المتحدة، و عموم دول الخليج العربي، فتجارة الصين مع دول مجلس التعاون الخليجي تقارب 270 مليار دولار في حين لاتتجاوز 95 مليار دولار مع اميركا.<br>
نقاط الضعف شبيه بنقاط القوة الامريكية، فالاستثمارت السعودية في سوق السندات الامريكية تقدر 127 مليار دولار تقابلها استثمارات تقارب 700 مليار في السوق الامريكية، وهي استمثارات يمكن ان تتبخر بسهولة لتتحول الى الصين بتاثير من الحرب التجارية والقيود الجمركية الامريكية التي اضعفت الثقة بالاقتصاد الامريكي.<br>
الخليج العربي والمنطقة العربية ثغرة كبيرة في الاستراتيجية الامريكية لمحاصرة الصين وروسيا ونقطة ضعف جيوسياسية واضحة في حربها التجارية حالها كحال ايران وباكستان.<br>
ثغرة قابلة للاتساع بفعل الاستعداد الصيني للانفتاح على المنطقة العربية والاسلامية دون اثمان اوكلف سياسية واجتماعية وثقافية باهظة لشعوب المنطقة وانظمتها السياسية، خصوصا بعد العدوان والمجازر الاسرائيلية المدعومة امريكيا في قطاع غزة.<br>
ثغرة تفسر الانكباب الاميركي على المنطقة العربية ، فالصين وسعت من مروحة الخيارات العربية، فخلال الاسابيع القليلة الماضية وقعت المملكة السعودية تفاهمات مع الصين لدعم برنامجها النووي بالتزامن مع اعلان وزير الطاقة الامريكي (كريس رايت) نية بلاده عقد اتفاقات لتصدير التكنولوجيا النووية المدنية خلال زيارتة للسعودية نيسان /ابريل، وبدون شرط التطبيع مع الكيان الاسرائيلي الذي بات عائق امام تطوير اميركا استراتيجيتها لمواجهة الصين روسيا.<br>
الاستراتيجية الامريكية ظهرت هشة وغير متماسكة رغم العرض القوي الذي قدمه دونالد ترمب في العالم والمنطقة خلال اشهره الثلاث الاولى في البيت الابيض، كان اخرها حشد حاملتي طائرات لمواجهة حركة انصار الله الحوثية في اليمن الى جانب قاعدة جزيرة (ديغو غارسيا) في المحيط الهندي، لينتهي به الحال الى وقف القتال والانسحاب من المواجهة على أمل أن يمهد الطريق لزيارته الى المملكة السعودية وقطر والامارت التي يعول عليها لتوقيع اتفاقات ترليونية تساعده في بناء استراتيجية متماسكة ومواجهة منتقديه في الولايات المتحدة من رجال المال والاعمال ووقف نزيف شعبيته في الداخل الاميركي.<br>
الجمع بين المنتاقضات كلف دونالد ترمب الكثير من الجهد والمناورة بدءا بوقف العمليات الحربية ضد حركة انصار الله في اليمن، والمضي قدما في المفاوضات مع طهران والانسحاب من شرق سوريا، والاعلان عن اتفاقات تشمل تصدير التكنولوجيا النووية الى العربية السعودية دون توقيع اتفاقات تطبيع مع الكيان الاسرائيلي، ومن ثم اضطراره للضغط على الهند لوقف جولة القتال مع الباكستان ودعوتها لمفاوضات مستقبيلة تشمل مصير اقليم جامو وكشمير متجاوزا طموحات رئيس الوزراء الهندي المتطرف ناريندرا مودي، وهي متناقضات عكست مرونة كبيرة لدى شركائه و حلفائه في الهند والمنطقة العربية ، افتقدها ترمب بشكل واضح لحظة تعامل مع نتنياهو وقادة الكيان الاسرائيلي بممانعة كبيرة ومزعجة في قطاع غزة لحظة احتاجهم.<br>
ايران والباكستان بل وتركيا لم تعد المعضلة الاستراتيجية لامريكية بل الكيان الاسرائيلي وحكومة نتيناهو بأدائه السياسي والعسكري، وفقدانه المرونة المطلوبة في ظل اليمين الاسرائيلي الذي يتزعمه ، اذ يبدو الكيان متطلبا تجاه سوريا و تركيا وايران والسعودية وباكستان، متجاوزا حركة حماس وقوى المقاومة في الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان نحو فضاء اقليمي لا ينتهي.<br>
السيولة الجيوسياسية في المنطقة حالة مستعصية عجزت عنها الالة العسكرية الامريكية و الدبلوماسة الترمبية ، فحادثة الصدام البحري بالقرب من ميناء جبل علي في الامارات العربية قبل يومان من زيارة ترمب تذكير بما يحدث في ميناء بورت سودان على البحر الاحمر وبهشاشة الاجراءات الامريكية في البحر الاحمر وكشمير، فالازمات والصراعات تجعل من الصعوبة بمكان بناء استراتيجية امريكية متماسكة.<br>
ختاما .. انطلاقه جديدة لدونالد ترمب بعد مائة يوم على الرئاسة تبدوا متعثرة من غزة الى بورت سودان في البحر الاحمر و جبل علي في الخليج العربي، وليس انتهاءا بكشمير و اعالي المحيط الهندي بالقرب من مضيق ملقة ، فالمناطق جلها تنتمي الى العالم الاسلامي الذي تعاديه اميركا في فلسطين وكشمير في حين تريده حليفا لها في مواجهة الصين وروسيا، الامر الذي جعل من السعودية رهان دونالد ترمب الاول والاخير لاحداث انطلاقة جديدة فالموضوع لا يقتصرعلى بالمال فقط، بل يتعداه نحو الابعاد الجيوستراتيجية والولاية الدينية والحضارية للعربية السعودية، فالزيارة ولاجل المصادفة تقارب موسم الحج الى مكة المكرمة.</p>
<p>The post لماذا السعودية الاولى في جولة ترمب؟ appeared first on السبيل.</p>